Page 289 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 289

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

  ‫وعندما رأى المعركة الضارية تتجه في بدايتھا لصالح الأعداء‪ ،‬تذكر كلمات رسول ﷲ لقومه الأنصار‪:‬‬
                                                                                    ‫" أنتم الشعار‪..‬‬

                                                                             ‫فلا أوتيّن من قبلكم"‪..‬‬
                                                                     ‫وملأ الصوت روعه وضميره‪..‬‬
                                 ‫حتى لكأن الرسول عليه الصلاة والسلام قائم الآن يردده كلماته ھذه‪..‬‬
        ‫وأحس عباد أن مسؤولية المعركة كلھا انما تقع على كاھل الأنصار وحدھم‪ ..‬أو على كاھلھم قبل‬

                                                                                          ‫سواھم‪..‬‬
                                                                    ‫ھنالك اعتلى ربوة وراح يصيح‪:‬‬

                                                                              ‫" يا معشر الأنصار‪..‬‬
                                                                           ‫احطموا جفون السيوف‪..‬‬

                                                                               ‫وتميزوا من الناس‪..‬‬
‫وحين لبّى نداءه أربعمائة منھم قادھم ھو وأبو دجانة والبراء ابن مالك الى حديقة الموت حيث كان جيش‬

                        ‫مسيلمة يتح ّصن‪ ..‬وقاتل البطل القتال اللائق به كرجل‪ ..‬وكمؤمن‪ ..‬وكأنصاري‪..‬‬

                                               ‫**‬

                                                             ‫وفي ذلك اليوم المجيد استشھد عباد‪..‬‬
                                                      ‫لقد صدقت رؤياه التي رآھا في منامه بالأمس‪..‬‬
      ‫ألم يكن قد رأى السماء تفتح‪ ،‬حتى اذا دخل من تلك الفرجة المفتوحة‪ ،‬عادت السماء فطويت عليه‪،‬‬

                                                                                        ‫وأغلقت؟؟‬
                          ‫وفس ّرھا ھو بأن روحه ستصعد في المعركة المنتظرة الى بارئھا وخالقھا‪..‬؟؟‬

                                                               ‫لقد صدقت الرؤيا‪ ،‬وصدق تعبيره لھا‪.‬‬
                                   ‫ولقد تفتحت أبواب السماء لتستقبل في حبور‪ ،‬روح عبّاد بن بشر‪..‬‬

                                                                ‫الرجل الذي كان معه من ﷲ نور‪!!..‬‬

                                         ‫سھيل بن عمرو‬
                                     ‫من الطلقاء الى الشھداء‬

 ‫عندما وقع أسيرا بأيدي المسلمين في غزوة بدر اقترب عمر بن الخطاب من رسول ﷲ صلى ﷲ عليه‬
                                                                                       ‫وسلم وقال‪:‬‬

              ‫" يا رسول ﷲ‪ ..‬دعني أنزع ثنيّتي سھيل بن عمرو حتى لا يقوم عليك خطيبا بعد اليوم"‪..‬‬
                                                                            ‫فأجابه الرسول العظيم‪:‬‬
                                                                                    ‫" كلا يا عمر‪..‬‬

                                                       ‫لا أمثل بأحد‪ ،‬فيمثل ﷲ بي‪ ،‬وان كنت نبيا"‪!..‬‬
                                                                ‫ثم أدنى عمر منه وقال عليه السلام‪:‬‬

                                                               ‫‪289‬‬
   284   285   286   287   288   289   290   291   292   293   294