Page 286 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 286
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
صحيح أنه خاض المعركة مع الامام عل ّي ضد معاوية .ولكنه فعل ذلك لأن المعركة في بدايتھا كانت تمثل
ردعا لازما لحركة انشقاق رھيبة ،تھدد وحدة الدين ووحدة المسلمين.
**
وعاش ابن عباس يمأ دنباه علما وحكمة ،وينشر بين الناس عبيره وتقواه..
وفي عامه الحادي والسبعين ،دعي للقاء ربه العظيم وشھدت مدينة الطائف مشھدا حافلا لمؤمن يزف
الى الجنان.
وبينما كان جثمانه يأخذ مستقره الآمن في قبره ،كانت جنبات الأفق تھتز بأصداء وعد ﷲ الحق:
) يا أيتھا النفس المطمئنة
ارجعي الى ربك راضية مرضية
فادخلي في عبادي
وادخلي جنتي(
عباد بن بشر
معه من ﷲ نور
عندما نزل مصعب بن عمير المدينة موفدا من لدن رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم ،ليعلم الأنصار الذين
بايعوا الرسول على الاسلام ،وليقيم بھم الصلاة ،كان عباد بن بشر رضي ﷲ عنه واحدا من الأبرار
الذين فتح ﷲ قلوبھم للخير ،فأقبل على مجلس مصعب وأصغى اليه ثم بسط يمينه يبايعه على الاسلام،
ومن يومئذ أخذ مكانه بين الأنصار الذين رضي ﷲ عنھم ورضوا عنه..
وانتقل النبي الى المدينة مھاجرا ،بعد أن سبقه اليھا المؤمنون بمكة.
وبدأت الغزوات التي اصطدمت فيھا قوى الخير والنور مع قوى الظلام والشر.
وفي تلك المغازي كان عباد بن بشر في الصفوف الأولى يجاھد في سبيل ﷲ متفانيا بشكل يبھر الألباب.
**
ولعل ھذه الواقعة التي نرويھا الآن تكشف عن شيء من بطولة ھذا المؤمن العظيم..
بعد أن فرغ رسول ﷲ والمسلمين من غزوة ذات الرقاع نزلوا مكانا يبيتون فيه ،واختار الرسول
للحراسة نفرا من الصحابة يتناوبونھا وكان منھم عمار بن ياسر وعباد بن بشر في نوبة واحدة.
ورأى عباد صاحبه عمار مجھدا ،فطلب منه أن ينام أول الليل على أن يقوم ھو بالحراسة حتى يأخذ
صاحبه من الراحة حظا يمكنه من استئناف الحراسة بعد أن يصحو.
ورأى عباد أن المكان من حوله آمن ،فلم لا يملأ وقته اذن بالصلاة ،فيذھب بمثوبتھا مع مثوبة
الحراسة..؟!
وقام يصلي..
واذ ھو قائم يقرأ بعد فاتحة الكتاب سور من القرآن ،احترم عضده سھم فنزعه واستمر في صلاته!..
ثم رماه المھاجم في ظلام الليل بسھم ثان نزعه وأنھى تلاوته..
286