Page 218 - merit 39 feb 2022
P. 218
العـدد 38 216
فبراير ٢٠٢2 ُولدت سهير زكي في
العمل كمقدمة برامج ثورة 1952التي أنهت مدينة المنصورة عام ،1944
في زمن تغير مجتمعي تميز
تلفزيونية ،لكنها انتقلت السيطرة الاستعمارية
بشيوع حفلات الزفاف
على مصر أخي ًرا ،أصبحت لتصبح واحدة من أشهر في المناطق الحضرية وقلة
الموالد (الاحتفالات بالأولياء الراقصات في الستينيات تكلفتها .كان زمن العوالم
والقديسين) بمثابة منصة
والسبعينيات ،سواء في للمواهب المسرحية والفنية. (الراقصات الشعبيات)
السينما أو على خشبة في عام ،1953كانت سهير مزده ًرا لا يزال ،حيث كان
المسرح .كما نالت أوسمة
وميداليات ذهبية من زكي تبلغ من العمر تسع يتم الاتفاق معهن لإحياء
الرئيس التونسي ،وشاه سنوات ،وانتقلت حينئذ حفلات الزفاف لدى الطبقة
إيران ،ومن جمال عبد هي وعائلتها إلى مدينة الدنيا .بينما حرصت الطبقة
الناصر الرئيس الثاني الإسكندرية .وقعت سهير
زكي في حب الموسيقى الأرستقراطية المصرية،
والنخبة الغربية ،على الاتفاق
والرقص وأظهرت موهبة مع راقصات شهيرات لإحياء
فطرية ،وعلَّمت نفسها الحفلات في النوادي الليلية.
الرقص من خلال الاستماع حدث ذلك في الوقت الذي
عادت فيه نبرة المساواه بين
إلى الراديو ،كما تأثرت
الجنسين في الارتفاع مرة
برقصات تحية كاريوكا أخرى في مصر ،وازدهرت
وسامية جمال .في سن التسجيلات المسموعة
الحادية عشرة ،بدأ نجمها فاليريا لو إياكونو وصناعة الأفلام على أيدي
بعض المخرجات المصريات،
في البزوغ من ومن ثم ظهرت على الشاشة
أشهر الراقصات المصريات
خلال حفلات سهير زكي في ذلك الوقت مثل «بديعة
أعياد الميلاد مصبني» و»تحية كاريوكا»
والزفاف و»سامية جمال» و»نعيمة
للأصدقاء عاكف».
بحلول أواخر الأربعينيات
والعائلة ،وبدأت من القرن الماضي ،تلاشى
تقليد «العوالم» .ومع اختفاء
الرقص بشكل «الأسطى» -قائدة مجموعة
احترافي في النوادي الليلية من العوالم -اضطرت
الراقصات في شارع «محمد
اليونانية في الإسكندرية. علي» إلى تولي زمام مسيرتهن
فيما بعد ،انتقلت سهير المهنية وإدارة أعمالهن مع
الرجال ،ومن ذلك الشارع
زكي إلى القاهرة ،عاصمة
ظهرت المعلمة ()Boss
ترجمة: عالم الترفيه المصري. والراقصة ( .)Artistوبعد
طارق فراج رقصت هناك في أماكن
متنوعة ،من النوادي الليلية
المليئة بالدخان إلى قاعات
الاحتفالات الكبرى إلى
حفلات زفاف الأغنياء
والموسرين .تما ًما مثل
العديد من أقرانها ،فشلت
سهير زكي في تجربة