Page 214 - merit 39 feb 2022
P. 214

‫العـدد ‪38‬‬                                 ‫‪212‬‬

                              ‫فبراير ‪٢٠٢2‬‬                            ‫في أن الراقصات والنساء‬
                                                                  ‫العاريات في شوارع القاهرة‬
   ‫المرأة الوحيدة المتاح لها‬   ‫ببعضهن لممارسة الدعارة‬
 ‫التعامل مع الأجانب‪ ،‬بعد‬         ‫لأنها مهنة تتم في الخفاء‬            ‫يسئن إلى مصر بسبب ما‬
 ‫المرسوم أصبحت مغامرة‬             ‫وبلا صخب ولا صوت‬                     ‫يكتبه عنهن الأجانب في‬
 ‫السفر إليها وركوب النيل‬
                                  ‫كالذي ينجم عن الغناء‬             ‫الكتب الإرشادية والصحف‬
    ‫وإثارة الممنوع والحلم‬        ‫والرقص‪ ،‬ذابت الطبقات‬                ‫وكتابات الرحاله‪ ،‬إضافة‬
 ‫والكتابة عن ليالي يعيشها‬     ‫واختلطت الغوازي بالعوالم‪،‬‬               ‫إلى المشاحنات والمشاكل‬
 ‫السائح كسلاطين الشرق‬          ‫وفيما بعد سيطلق على أي‬
                                ‫امرأة ترقص لقب «عالمة»‬            ‫التي تتسبب فيها الراقصات‬
    ‫في الحريم‪ ،‬داف ًعا أكبر‬   ‫في المدن و»غازية» إن كانت‬            ‫والبغايا في الشوارع‪ ،‬وبين‬
      ‫للأجانب للبحث عن‬         ‫تعمل في الموالد والأرياف‪،‬‬
              ‫الراقصات‪.‬‬         ‫كذلك ازداد الولع الغربي‬                ‫الجنود‪ ،‬لذلك لم يتشدد‬
     ‫كتب شارلز‪.‬ج‪.‬ليلاند‬                                            ‫القرار في البداية مع العوالم‬
                                   ‫بالرقص والراقصات‪،‬‬              ‫ولكن مع الحرية التي تتمتع‬
‫واص ًفا هذه الظاهرة قائ ًل‪:‬‬      ‫فقبل مرسوم الوالي كان‬            ‫بها العوالم في دخول البيوت‪،‬‬
  ‫«إن أعظم رغبات السادة‬       ‫سحر الغازية يكمن في أنها‬
                                                                        ‫وقلق الباشا الدائم من‬
‫الذين يزورون مصر دائ ًما‬                            ‫بديعة مصابني‬     ‫المؤامرات والتجسس فإن‬
   ‫هي الراقصة‪ .‬فإذا قمنا‬                                           ‫القرار شملهن أي ًضا‪ ،‬وكان‬
                                                                    ‫أهم بند في قرار الوالي هو‬
 ‫بعمل استفتاء فإن أغلبهم‬                                              ‫إبعاد كل العاملات بمهن‬
 ‫سيفضلون هذه الراقصة‬                                                ‫الرقص والغناء والبغاء إلى‬
                                                                      ‫إسنا وقنا والأقصر وما‬
     ‫على الأهرامات‪ ،‬إذا لم‬                                            ‫تحتها‪ ،‬وبهذا النفي كتب‬
 ‫يفضلوها على النيل ذاته‪،‬‬                                          ‫الوالي السطر الأول في قصة‬
‫حتى الأكثر ور ًعا وأخلا ًقا‬                                         ‫ما عرف فيما بعد بالرقص‬
  ‫الأكبر سنًّا وأشد برودة‬                                          ‫الشرقي وعلاقاته المتشابكة‬

    ‫لا يمكنهم مقاومة هذا‬                                               ‫مع السلطة ومع العالم‪،‬‬
                ‫الإغراء»‪.‬‬                                           ‫فكأي قرار سلطوي قمعي‬
                                                                   ‫نتائجه أسفرت عن مشاكل‬
       ‫حلم إتاحة الممنوع‬
      ‫والمحجوب جعل من‬                                                  ‫أكبر بكثير من أسبابه‪،‬‬
    ‫الراقصة أيقونة غربية‬                                             ‫أول هذه النتائج كانت أن‬
     ‫ميزت الأعمال الفنية‬
     ‫والأدبية التي تتناول‬                                               ‫السبل تقطعت بالنساء‬
      ‫الشرق‪ ،‬وكما يقول‬                                               ‫العاملات في مهنة العالمة‪،‬‬
    ‫الباحث الأنثربولوجي‬                                              ‫مما اضطرهن للنزول من‬
   ‫كالياني فإن «الخطوات‬                                              ‫عليائهن وممارسة ما ك َّن‬
‫المتناغمة للراقصة الشرقية‬                                            ‫يأنفن منه في السابق من‬
   ‫هي التي شكلت الرؤية‬                                               ‫الترفيه عن الرجال‪ ،‬وعلى‬
‫الغربية للشرق‪ ،‬فانتشرت‬                                                 ‫الأخص الأجانب‪ ،‬لأنهم‬
‫أسامي مشاهير الراقصات‬                                                 ‫أصبحوا جل زبائنهن في‬
    ‫كالنجوم بين الرحالة‪:‬‬                                          ‫الصعيد من إسنا وصو ًل إلى‬
‫كوتشك هانم حلم فلوبير‪،‬‬                                             ‫الخرطوم‪ ،‬أي ًضا دفع الجوع‬
    ‫وصفية راقصة إسنا‪،‬‬
  ‫وحسنة الطويلة محبوبة‬
   209   210   211   212   213   214   215   216   217   218   219