Page 209 - merit 39 feb 2022
P. 209

‫‪207‬‬         ‫الملف الثقـافي‬

‫نعيمة عاكف‬  ‫فريد الأطرش‬     ‫تحية كاريوكا‬                 ‫تقدم «رقصتها» وليس‬
                                                                     ‫«جسدها»‪.‬‬
‫الرقص‪ ،‬ربما لحاجتها إلى‬           ‫مجالات عدة منها‬
 ‫المال‪ .‬كانت عودة حزينة‬        ‫التمثيل وتكوين فرقة‬            ‫‪-5‬‬
  ‫لفنانة كبيرة ثم سرعان‬     ‫مسرحية‪ ،‬فإن سامية لم‬
  ‫ما اعتزلت نهائيًّا‪ ،‬وأدت‬   ‫تحقق حضو ًرا مه ًّما في‬      ‫اختيار اسمها «سامية‬
           ‫مناسك الحج‪.‬‬       ‫التمثيل‪ ،‬بل ظلت تؤدي‬        ‫جمال» كان ضربة حظ‬
                                ‫‪-‬في الغالب‪ -‬دورها‬        ‫موفقة ج ًّدا‪ .‬فهي كانت‬
        ‫‪-6‬‬                  ‫نفسه الذي تعرفه جي ًدا‪:‬‬     ‫سامية بجمالها‪ ،‬وأدائها‪،‬‬
                            ‫«الراقصة»‪ ،‬مع إضافات‬         ‫وحضورها‪ .‬كانت مثل‬
        ‫توفيت سامية في‬      ‫بسيطة عليه‪ ،‬كأن تكون‬      ‫الفراشات اللواتي ينجذبن‬
 ‫السبعين‪ ،‬وكانت تفرض‬
 ‫على نفسها نظا ًما صار ًما‬       ‫عاشقة أو خائنة أو‬          ‫إلى النور فيحترقن‪.‬‬
  ‫للاحتفاظ برشاقتها‪ ،‬ما‬                     ‫شريرة‪.‬‬          ‫لم تكن محظوظة في‬
                                                           ‫رجالها‪ ،‬فمن أمريكي‬
   ‫أضعف قدرة جسدها‪.‬‬              ‫حظوظها المتواضعة‬         ‫نصب عليها وسرقها‪،‬‬
   ‫كأنها كانت تخجل من‬           ‫في التمثيل‪ ،‬وتقدمها‬      ‫إلى حب فاشل مع فريد‬
  ‫الشيخوخة وتحولاتها‪.‬‬         ‫في العمر‪ ،‬ثم انشغالها‬     ‫الأطرش‪ ،‬وانتها ًء بزيجة‬
    ‫ربما كانت تخجل من‬       ‫بالزواج والبيت‪ ،‬كل هذا‬       ‫طويلة مع «دون جوان‬
   ‫الحياة نفسها‪ ،‬التي لم‬    ‫جعلها تتوارى بعي ًدا عن‬      ‫عصره» رشدي أباظة‪.‬‬
  ‫تبادلها قط‪ ،‬تلك البهجة‬     ‫الأضواء‪ ،‬إلى أن اتخذت‬           ‫كانت تحلم بالأمان‬
  ‫ذاتها المنبعثة من قلبها‪،‬‬  ‫قرارها بالاعتزال في سن‬          ‫كامرأة‪ ،‬وسرعان ما‬
                                                       ‫ضحت بمجدها كراقصة‪،‬‬
     ‫وجسدها‪ ،‬ورقصها‪،‬‬                     ‫الخمسين‪.‬‬      ‫مع اقترابها من الأربعين‪.‬‬
        ‫وابتسامة وجهها‬          ‫وفي الستين كان لها‬      ‫تراجعت خطواتها الفنية‬
                            ‫محاولة للعودة إلى حلبة‬      ‫تدريجيًّا ‪-‬عقب الزواج‪-‬‬
                                                       ‫وارتضت أن تكون «ست‬
                                                      ‫بيت» وتربي ابنة رشدي‪،‬‬
                                                      ‫تعوي ًضا عن عدم الإنجاب‪.‬‬
                                                        ‫صحيح أنها كانت تسعد‬
                                                            ‫جمهورها بالرقص‪،‬‬
                                                       ‫لكنها بحثت عن السعادة‬
                                                           ‫لنفسها‪ .‬وللأسف لم‬
                                                             ‫تحسن التعامل مع‬
                                                        ‫خشونة وتقلبات الحياة‪،‬‬
                                                       ‫مثلما أحسنت وأبدعت في‬

                                                                       ‫الرقص‪.‬‬
                                                      ‫فبينما استمرت منافستها‬
                                                      ‫الشرسة ‪-‬تحية كاريوكا‪-‬‬

                                                            ‫في تجريب حظها في‬
   204   205   206   207   208   209   210   211   212   213   214