Page 208 - merit 39 feb 2022
P. 208

‫‪-4‬‬                                                  ‫العـدد ‪38‬‬                             ‫‪206‬‬

      ‫أكثر ما يميز رقص‬                                                         ‫فبراير ‪٢٠٢2‬‬    ‫حذائها في وجه البشرية‬
   ‫سامية حركة ذراعيها‪،‬‬                                                                         ‫كلها‪ .‬لذلك جربت تحية‬
   ‫فهي ‪-‬غالبًا‪ -‬ما تدخل‬      ‫لفريد مقابل منح البطولة‬
‫إلى الفضاء فاردة ذراعيها‬         ‫لسامية التي يكن لها‬                                             ‫حظوظها في مسارات‬
                                            ‫الإعجاب‪.‬‬                                          ‫كثيرة‪ ،‬وزيجات متعددة‪،‬‬
     ‫كأنها يمامة نشوانة‪،‬‬
   ‫فراشة سكرانة‪ ،‬تحلق‬         ‫شاركت سامية مع فريد‬                                               ‫على عكس سامية التي‬
‫وترقص طر ًبا بجناحيها‪.‬‬       ‫في أكثر من خمسة أفلام‪،‬‬                                         ‫ارتضت بـ»القليل» من كل‬
    ‫قد تدور حول نفسها‬
   ‫يمينًا ويسا ًرا‪ ،‬في شبه‬     ‫ووجدت نفسها في تلك‬                                                              ‫شيء‪.‬‬
‫دائرة‪ ،‬على طريقة رقصة‬        ‫المساحة الواسعة بصحبة‬
   ‫المولوية الصوفية ‪-‬مع‬                                                                              ‫‪-3‬‬
                               ‫أغانيه‪ ،‬والاستعراضات‬
     ‫فرد الذراعين وليس‬      ‫السينمائية التي كانت تنفذ‬                                             ‫شكلت سامية ثنائيًّا‬
     ‫ضمهما إلى القلب‪،-‬‬                                                                        ‫مه ًما مع الموسيقار فريد‬
‫كأنها تمنح بهذه الدائرية‬               ‫بحرفية عالية‪.‬‬                                          ‫الأطرش‪ ،‬رفيقها السابق‬
    ‫الصاعدة لأعلى‪ ،‬ح ًّسا‬     ‫والمفارقة أن ألحان فريد‬
                                                                                                 ‫في كازينو بديعة‪ .‬ثمة‬
           ‫روحيًّا ساميًا‪.‬‬        ‫شديدة الشرقية‪ ،‬في‬                                         ‫كلام عن قصة حب جمعت‬
‫ُيضاف إلى ذلك اختيارها‬          ‫حين أن رقص سامية‬
 ‫لأثواب شفافة وهفهافة‪،‬‬           ‫«عصري» إلى حد ما‪.‬‬                                            ‫بينهما‪ ،‬لكن تح ُّفظ عائلة‬
                               ‫كذلك النغمة الطاغية لا‬                                          ‫الأطرش الأرستقراطية‬
    ‫بألوان زاهية‪ ،‬تذكرنا‬         ‫تخلو من نبرة شجن‬                                              ‫على الزواج من راقصة‬
    ‫بمخيال الراقصات في‬       ‫وحزن‪ ،‬وحضور وجهها‬                                              ‫(فلاحة) أعاق إتمام الأمر‪،‬‬
                               ‫ينم عن بهجة وابتسام‪.‬‬                                            ‫وقيل إن السبب إعجاب‬
     ‫الأندلس‪ .‬هذا اللبس‬         ‫كأن كليهما كان يكمل‬                                          ‫الملك فاروق بها‪ .‬كما قيل‬
 ‫الشفاف الخفيف الملون‪،‬‬       ‫شيئًا ينقص الآخر‪ :‬فريد‬                                           ‫إن أحد الأثرياء المعجبين‬
                                 ‫جاء بالشجن والحس‬                                            ‫بها وافق على تمويل فيلم‬
     ‫حقق لرقصها جمال‬        ‫الشرقي‪ ،‬وسامية بالبهجة‬
 ‫الخفة‪ ،‬وحرر الجسد من‬        ‫والروح العصرية الأنيقة‪.‬‬
‫ثقله الأرضي وشهوانيته‪.‬‬

     ‫فمن الصعب متابعة‬
          ‫حركة جسدها‪،‬‬

      ‫والانشغال بأجزائه‬
   ‫‪-‬كموضوع اشتهاء‪،-‬‬
‫لأنها حررته من حضوره‬
    ‫الغريزي‪ ،‬لذلك كل ما‬
   ‫يبقى في ذاكرة التلقي‪،‬‬

         ‫رفرفة جناحيها‪.‬‬
  ‫ثمة اتفاق ضمني بينها‬
‫وبين جمهورها‪ ،‬على عدم‬
  ‫استعراض الجسد‪ ،‬عدم‬
‫تشهيه‪ ،‬فهي أو ًل وأخي ًرا‪،‬‬
   203   204   205   206   207   208   209   210   211   212   213