Page 206 - merit 39 feb 2022
P. 206

‫العـدد ‪38‬‬                                          ‫‪204‬‬

                                                        ‫فبراير ‪٢٠٢2‬‬

  ‫بدا جسدها «متخشبًا»‬                ‫‪-1‬‬                 ‫سامية جمال‪ ..‬بهجة الرقص وتعاسة الحياة‬  ‫د‪.‬شريف صالح‬
   ‫لا يسيل ولا يلين مع‬
‫الموسيقى؛ فلجأت سامية‬         ‫هربت تحية كاريوكا‬
 ‫إلى مدرب رقص أجنبي‬
   ‫خصصت له جز ًءا من‬          ‫من أهلها في الإسماعيلية‬
   ‫دخلها المحدود‪ ،‬كي لا‬     ‫واتجهت إلى كازينو بديعة‬
     ‫تخذل نفسها وليس‬
                                            ‫مصابني‪.‬‬
              ‫أستاذتها‪.‬‬        ‫هربت سامية جمال من‬
    ‫الخروج من أكاديمية‬          ‫قسوة زوجة أبيها‪ ،‬في‬
    ‫بديعة‪ ،‬يعني أنها لن‬       ‫إحدى قرى بني سويف‪،‬‬

      ‫تجد لها مأوى بعد‬           ‫فانتهى بها المطاف في‬
 ‫اليوم‪ ،‬وستغدو فريسة‬        ‫كازينو بديعة‪ ،‬رفيقة درب‬
‫لذئاب الشارع‪ .‬فالرقص‬         ‫لتحية التي تكبرها ببضع‬

    ‫‪-‬بالنسبة لها‪ -‬حياة‬                       ‫سنوات‪.‬‬
  ‫أو موت‪ ،‬قضية وجود‪،‬‬             ‫لم تحمل حقيبة مليئة‬
   ‫وفرصة أخيرة وليس‬              ‫بالأحلام‪ ،‬ولا خططت‬
                              ‫أن تصبح راقصة مصر‬
            ‫مجرد عمل‪.‬‬           ‫«الرسمية»‪ .‬فقط كانت‬
  ‫تجاوزت سامية تحدي‬           ‫محاولة هروب من بؤس‬
‫البدايات‪ ،‬لتجد نفسها في‬
  ‫تح ٍّد آخر‪ ،‬فمع نجاحها‬           ‫وتعاسة الفلاحين‪.‬‬
                                 ‫لا بد أن الست بديعة‬
   ‫أثارت غيرة زميلاتها‬      ‫وهي خبيرة تحف بشرية‪،‬‬
  ‫الأكثر شهرة‪ ،‬واللواتي‬       ‫كانت تعرف كيف تغذي‬
                                 ‫الكازينو الخاص بها‪،‬‬
    ‫سبقنها إلى الكازينو‪.‬‬    ‫بفتيات صغيرات‪ ،‬لن يفتقد‬
‫لذلك تعرضت لـ»مقالب»‬
                                         ‫غيابهن أحد‪.‬‬
        ‫بغرض إزاحتها‪.‬‬          ‫ماتت الفلاحة الصغيرة‬
      ‫ك َّونت هذه المرحلة‬       ‫«زينب خليل محفوظ»‬
 ‫المبكرة في مسيرتها أهم‬
  ‫سمتين في شخصيتها‪:‬‬               ‫لحظة دخول كازينو‬
   ‫الأولى‪ :‬بفضل المدرب‬         ‫بديعة‪ ،‬وولدت «سامية‬
 ‫الأجنبي و َّسعت مفهوم‬           ‫جمال» لتكتب شهادة‬
 ‫«الرقص الشرقي»‪ ،‬فلم‬        ‫ميلادها وأبجدية وجودها‪،‬‬
   ‫يعد مجرد «هز بطن»‬
    ‫ولا «هز وسط»‪ .‬لقد‬                   ‫برقة جسدها‪.‬‬
‫خلصته من تلك «الحسية‬           ‫كانت خجو ًل ومرتبكة‪،‬‬
 ‫المبتذلة»‪ ،‬نقلته من إثارة‬      ‫لدرجة أن بديعة بدأت‬
     ‫الشهوة‪ ،‬ليكون فنًّا‪،‬‬    ‫تصرف النظر عنها‪ .‬رغم‬
‫ومزجته بالأداء التعبيري‬         ‫أنها معتادة على انتقاء‬
     ‫والدرامي الآتي من‬         ‫الفتيات والصبر عليهن‪،‬‬
  ‫فلسفة الرقص الغربي‪،‬‬           ‫وتعليمهن كيف يلبسن‬

                                   ‫ويتكلمن ويرقصن‪.‬‬
   201   202   203   204   205   206   207   208   209   210   211