Page 207 - merit 39 feb 2022
P. 207

‫‪205‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

 ‫على التصور الكلاسيكي‪،‬‬           ‫مستفيدة من تقنياته‪.‬‬    ‫سامية جمال‬
‫وتلك الارتدادات العمودية‬       ‫الأخرى‪ :‬خجلها الريفي‬
                              ‫الذي دفعها دائ ًما لتجنب‬
     ‫من الرأس نزو ًل إلى‬     ‫المعارك‪ ،‬ومواجهة الحياة‬
   ‫القدم‪ ،‬دون أن تتحرك‬
  ‫خطوة واحدة في الحيز‪،‬‬           ‫بجرأة‪ ،‬فمن المستبعد‬
 ‫ونجد امتداده مع سهير‬             ‫أن ترد على «مقالب»‬
                            ‫زميلاتها‪ ،‬ولا أن ترد لأحد‬
                   ‫زكي‪.‬‬
‫كان وعي سامية بالرقص‬                  ‫الصاع صاعين‪.‬‬
‫أنه فن يشتبك فيه الجسد‬            ‫حافظت سامية على‬
                             ‫رقتها‪ ،‬وروح «البنوتة»‪،‬‬
  ‫مع الفضاء المحيط‪ .‬فلم‬          ‫والبعد قدر الإمكان‬
‫يعد «جسد الراقصة» هو‬            ‫عن صفحات الفضائح‬
 ‫الفضاء نفسه‪ ،‬بل مجرد‬
  ‫عنصر من «تابلوه» يتم‬                      ‫والنميمة‪.‬‬
‫تشكيله من ديكور وأزياء‬
‫وإضاءة‪ ،‬وقد يضاف إليه‬               ‫‪-2‬‬
  ‫قصة درامية ومجموعة‬
                                 ‫انتهت زعامة الرقص‬
   ‫راقصين محيطين بها‪.‬‬            ‫الشرقي مناصفة بين‬
   ‫بالمقارنة بين الاثنتين‪:‬‬    ‫سامية وكاريوكا‪ .‬الأولى‬
‫ثمة مشتركات كثيرة بين‬         ‫قدمته بمزاج عصري‪،‬‬
  ‫تحية وسامية‪ ،‬فكلتاهما‬          ‫نعثر على امتداده‬
                                ‫في تجربة نعيمة‬
     ‫تخرجتا من مدرسة‬              ‫عاكف‪ ،‬بينما‬
      ‫بديعة‪ ،‬وأبدعتا على‬       ‫الثانية حافظت‬
 ‫موسيقى فريد الأطرش‪،‬‬
‫وتزوجتا الدنجوان نفسه‪:‬‬
 ‫رشدي أباظة‪ ،‬وتعرضتا‬
    ‫للخيانة منه‪ .‬وتوفيت‬
   ‫الاثنتان وحيدتين‪ ،‬على‬
    ‫الستر والكفاف‪ ،‬دون‬
    ‫إنجاب أطفال‪ ،‬إضافة‬
     ‫إلى الاعتزال وارتداء‬

                ‫الحجاب‪.‬‬
    ‫أما أكبر فارق بينهما؛‬
   ‫فتمثل في خجل سامية‬
    ‫فهي دبلوماسية ج ًّدا‪،‬‬
‫كأنها خائفة من أن تشيل‬
‫ذنب العالم كله لو ارتكبت‬
‫غلطة صغيرة‪ .‬بينما تحية‬
     ‫عصبية صريحة حد‬
 ‫القسوة‪ ،‬ومستعدة لرفع‬
   202   203   204   205   206   207   208   209   210   211   212