Page 217 - merit 39 feb 2022
P. 217
215 الملف الثقـافي
الذهن الشعبي لحياة الليل المصريات للذهاب إلى بواريه الباريسية وتصورات
المحرمة وسيئة السمعة في أوروبا ،وقد تضامنت مجلات مثل هاربار بازار
صحف تلك الفترة مع ولوباريسيان لشكل
القاهرة. الراقصات وأصحاب الراقصة ونساء الحريم
مع كل هذا التاريخ الصالات من منطلق مبدأ
والتحولات والمراحل لم القومية ،حتى ألغي العمل وزيهن ،ظهرت للمرة الأولى
تختلف الصورة الذهنية بالقانون وعادت الراقصات بدلة الرقص الشرقي ذات
الشعبية عن الراقصة، المصريات للصالات ،رغم القطعتين ،وأدخلت عليها
المرأة الفاسدة اللعوب رمز ذلك لم تبتعد الراقصات
كل الموبقات ،وساهمت عن السياسة ،فرقصت تعديلات مستوحاة من البيئة
أفلام السينما التي شوشو أمين رقصة الحرية الشعبية المصرية ،وأي ًضا
شاركت فيها الراقصات والديمقراطية لانتصار من أفلام حريم هوليوود
في ترسيخ الصورة أكثر، الحلفاء ،ورقصت حكمت
كما جاء التلفزيون فيما فهمي لهتلر وموسوليني الأمريكية وتصورات الفنانين
بعد ليدعم هذه الفكرة وتورطت في التجسس الأمريكيين لأزياء ألف ليلة،
أكثر في أعين أناس ربما لحساب المحور ،وأمينة إضافة لهذا فإن بديعة
لم يشاهدوا في حياتهم محمد رقصت لجورنج في أقامت في صالتها عر ًضا
راقصة على الطبيعة، ليبيا ،كما شاركت تحية اسمه ماتينيه حريمي يوم
وبحلول السبعينيات ،ومع كاريوكا في المجهود الحربي الخميس من كل أسبوع،
التطورات التي طرأت على كما لجأت إلى استقدام
المجتمع المصري جراء والأعمال الإنسانية. مطربين كعبد الوهاب
الانفتاح والمد التديني، ومواكبة للعصر اقتحمت وفريد الأطرش ،واستغلت
بدأت مهنة الرقص حرص سلطات الاحتلال
الشرقي في الاضمحلال الراقصات السينما على الحصول على أكبر
تدريجيًّا ،بداية من انقراض بالاستعراضات والتمثيل قدر من الترفيه لجنودها،
ما تبقى من مجتمع وبالتالي الحرص على إزدهار
العوالم في شارع محمد وبرزت أسماء كتحية حياة الليل في القاهرة رغم
علي والأقاليم ،ثم انحسار كاريوكا وسامية جمال أنف البوليس المصري ،إلى
مهنة راقصات الصالات ابتكار حركات جديدة أكثر
نتيجة لعلو النزعة الدينية ونعيمة عاكف كأهم جرأة في الرقص واستيحاء
والتضييق المستمر من علامات السينما المصرية حركات من رقصات ترجع
قبل السلطات على الملاهي الإستعراضية في الأربعينات أصولها لأمريكا اللاتينية
وأماكن الرقص ،وأي ًضا
انحسار السياحة وظهور والخمسينات ،وأصبح وآسيا وأوروبا ،لكن رغم كل
اتجاهات في الرقص لهن جمهور من المحيط الضغوط الإنجليزية حاول
تبعده كثي ًرا عن أصوله البوليس في العام 1933
المصرية ،ما تبقى هو مهنة إلى الخليج ،وحاولن منع رقص البطن ومجالسة
تكاد الأجنبيات تسيطرن -وإن كانت محاولتهن الزبائن استنا ًدا إلى قانون
عليها بعد انتهاء أصولها ،1910فقامت الصالات
وقواعدها الأصلية باءت بالفشل -غزو بالاستعانة بالراقصات
السينما العالمية ،وبنهاية الأجنبيات استغلا ًل لقانون
الخمسينيات خفت نجم حماية الأجانب ،وهو ما
شارع عماد الدين ،وبدأ
صعود نجم شارع الهرم دفع الكثيرات من الراقصات
الذي سيصبح فيما بعد
-ولفترة طويلة -علامة في