Page 220 - merit 39 feb 2022
P. 220

‫العـدد ‪38‬‬         ‫‪218‬‬

                                                          ‫فبراير ‪٢٠٢2‬‬   ‫مما حقق سح ًرا جدي ًدا على‬
                                                                                         ‫المسرح‪.‬‬
     ‫اختارت سهير زكي‬          ‫في ملهى «الغروب»‪ ،‬الذي‬
  ‫الاعتزال وهي في ذروة‬          ‫كان يفتح أبوابه لسهير‬                        ‫على عكس العديد من‬
    ‫مسيرتها المهنية‪ ،‬رغم‬       ‫كل ليلة لعدة أشهر‪ .‬لقد‬                       ‫الراقصات في القاهرة‪،‬‬
‫تراجع فرص الأداء الفني‬         ‫كان وجودي معها هدية‬                         ‫لم تستخدم سهير زكي‬
‫للراقصات عمو ًما‪ ،‬نهاييك‬       ‫رائعة‪ ،‬على الرغم من أننا‬
    ‫عن انتقاد الرأي العام‬                                                      ‫مصممي الرقصات‬
 ‫للراقصات الشرقيات في‬         ‫كنا أصدقاء لبعض الوقت‬                            ‫للمساعدة في تنفيذ‬
   ‫هذه الفترة‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬           ‫قبل ذلك‪ .‬وكان الأمر‬                      ‫عروضها على الإطلاق‪.‬‬
   ‫ثمة تكهنات بأن سهير‬                                                    ‫بل كان رقصها ناب ًعا من‬
‫زكي استمرت في الرقص‪،‬‬         ‫الأكثر حز ًنا هو رؤيتها في‬                  ‫إلهامها وشعورها‪ ،‬تاركة‬
                             ‫نهاية حياتها المهنية‪ ،‬حيث‬                   ‫الموسيقى تتسرب داخلها‬
    ‫من حين لآخر‪ ،‬خلال‬         ‫بدأ الاقتصاد في التدهور‪،‬‬                      ‫وتحرك جسدها‪ .‬و ُنقل‬
            ‫التسعينيات‪.‬‬       ‫وموت والدها الذي كانت‬                      ‫عنها قولها إنها تحتاج إلى‬
                               ‫تحبه ج ًّدا‪ ،‬إضافة إلى أن‬                  ‫الرقص مثلما يحتاج أي‬
      ‫خرجت سهير زكي‬         ‫الحكومة كانت تضايقها من‬                      ‫شخص إلى هواء للتنفس‪.‬‬
‫رسميًّا من ُعزلتها في مايو‬  ‫أجل الضرائب المتأخرة‪ .‬قبل‬                    ‫إنها تعتقد أن الرقص فن‪،‬‬
                             ‫أسابيع من تقاعدها‪ ،‬كانت‬                      ‫ويجب تكريمه واحترامه‬
  ‫‪ 2001‬من أجل تدريس‬         ‫ترقص والدموع في عينيها‪.‬‬                      ‫دائ ًما‪ ،‬وأن «كونك راقصة‬
  ‫الرقص لبضع مئات من‬                                                   ‫لا يعني الوقوف على خشبة‬
                                  ‫انطفأت تلك الشرارة‬                   ‫المسرح والتباهي بجسدك»‪.‬‬
     ‫الراقصات‪ ،‬جئن من‬       ‫المبهجة وانتابنا حزن شديد‬                   ‫لطالما حافظت على كبريائها‬
    ‫جميع أنحاء العالم في‬                                                ‫وكرامتها واحترمت نفسها‬
   ‫مهرجان «رقية حسن»‬           ‫لرؤية ما آل إليه حالها»‪.‬‬                     ‫كراقصة وكامرأة‪ ،‬ولم‬
    ‫السنوي الذي يقام في‬     ‫أدت حرب الخليج في عامي‬                         ‫تتنازل أب ًدا عن نزاهتها‪،‬‬
‫القاهرة‪ .‬ومنذ ذلك الحين‬                                                       ‫حتى عندما فرضت‬
    ‫كانت تظهر سنو ًّيا في‬       ‫‪ 1991 ،1990‬إلى زيادة‬                   ‫الاتجاهات تغي ًرا على الأزياء‬
  ‫هذا الحدث‪ ،‬حيث قامت‬         ‫مناخ التشدد‪ ،‬والانكماش‬                     ‫الأكثر جاذبية والعروض‬
    ‫بتدريس ورش العمل‬           ‫الاقتصادي في مصر‪ .‬لم‬                         ‫المتنوعة الأكثر بهرجة‪.‬‬
    ‫والاستمتاع بمشاهدة‬       ‫يعد بإمكان مالكي النوادي‬                      ‫في الثمانينيات‪ ،‬رقصت‬
                             ‫الليلية العمل بشكل طبيعي‬                   ‫سهير زكي في جميع أنحاء‬
      ‫العروض الراقصة‪.‬‬                                                  ‫الشرق الأوسط‪ .‬وفتحت لها‬
                                  ‫كما كانوا في السابق‪.‬‬                 ‫الراقصة الأمريكية الشهيرة‬
                                                                        ‫شارين الصافي (‪Shareen‬‬
                                                                        ‫‪ )el Safy‬ملهى «الغروب»‬
                                                                          ‫ذي الخمس نجوم خلال‬
                                                                              ‫ثلاثة مواسم ‪،1988‬‬
                                                                          ‫‪ .1991 ،1989‬و ُنسب إلى‬
                                                                        ‫شارين قولها‪« ،:‬لقد عمل ُت‬
                                                                         ‫لمدة ثلاثة مواسم صيفية‬
   215   216   217   218   219   220   221   222   223   224   225