Page 216 - merit 39 feb 2022
P. 216

‫العـدد ‪38‬‬          ‫‪214‬‬

                                                        ‫فبراير ‪٢٠٢2‬‬   ‫وأمينة الزياته وزكية الفقية‬
                                                                               ‫وعزيزة الجربانة‪.‬‬
‫لأول مرة الراقصة صاحبة‬       ‫طرابيش ملونة مع الكثير‬
‫الصالة‪ ،‬وكان أولهن بديعة‬        ‫من المساحيق‪ ،‬وأطلقن‬                        ‫وقد شهد الرقص نقلة‬
                                                                             ‫أخرى بعد الاحتلال‬
 ‫مصابني العام ‪ ،1926‬ثم‬      ‫على أنفسهن لقب أرتيست‬
‫الشقيقتان رتيبة وإنصاف‬      ‫عو ًضا عن عالمة أو غازية‪،‬‬                 ‫البريطاني ‪ ،1882‬فقد وضع‬
                             ‫وكانت الراقصات في هذا‬                     ‫الاحتلال لائحة تنظم المهن‬
  ‫رشدي‪ ،‬وماري منصور‬                                                   ‫الترفيهية وتوسعت سلطاته‬
 ‫وببا عز الدين‪ ..‬وغيرهن‪،‬‬       ‫الزمن يجالسن الزبائن‬                      ‫في ترخيص المقاهي التي‬
                              ‫مقابل نسبة من الأرباح‬                    ‫تخصصت في تقديم رقصة‬
   ‫وكما كانت فترة ما بين‬
      ‫الحربين طفرة هائلة‬        ‫بالمخالفة للقانون‪ ،‬مما‬               ‫النحلة وهز البطن‪ ،‬التي كانت‬
      ‫في الفنون والحريات‬   ‫أسهم في احتراف الكثير من‬                  ‫قد لاقت شهرة عالمية بعد أن‬
                           ‫النساء للمهنة خصو ًصا مع‬
    ‫والحركات النسائية في‬   ‫الظروف السيئة التي كانت‬                      ‫أقيمت لها عروض خاصة‬
 ‫العالم‪ ،‬فقد كانت هكذا في‬                                             ‫في مسارح شوارع القاهرة‪،‬‬
‫مصر أي ًضا‪ ،‬ولم تكن مهنة‬      ‫تمر بها مصر في الحرب‬                     ‫بالمعرض العالمي الذي أقيم‬
   ‫الرقص الشرقي ببعيدة‬       ‫العالمية الأولى‪ ،‬كما دفعت‬
                             ‫نفس الظروف الكثير من‬                         ‫في باريس العام ‪،1889‬‬
      ‫عن هذا‪ ،‬فالراقصات‬     ‫النساء الأجنبيات لممارسة‬                 ‫والذي أقيم في شيكاغو العام‬
‫صاحبات الصالات ‪-‬وعلى‬        ‫المهنة داخل وخارج مصر‪.‬‬                    ‫‪ ،1893‬حيث حرصت الدولة‬
                              ‫وفي بدايات العشرينيات‬                   ‫المصرية في كل أجنحتها منذ‬
   ‫الأخص بديعه‪ -‬لاحظن‬      ‫بدأ فصل جديد من القصة‪،‬‬
   ‫التطور في تصور المرأة‬      ‫حين انتقلت مراكز اللهو‬                    ‫معرض باريس ‪-‬السالف‬
   ‫والراقصة الشرقية على‬                                               ‫ذكره‪ -‬على تضمين الرقص‬
                               ‫في القاهرة تدريجيًّا من‬
     ‫مستوى العالم‪ ،‬فكان‬     ‫الأزبكية وأجوارها لشارع‬                       ‫إضافة للمعبد الفرعوني‬
  ‫أول ثمار هذه الملاحظات‬   ‫عماد الدين‪ ،‬وتنافس أغنياء‬                 ‫والمسجد‪ ،‬لم يكن شكل رقص‬
                             ‫الحرب الجدد مع الضباط‬
      ‫التغير في شكل بدلة‬    ‫الإنجليز على محلات اللهو‬                  ‫البطن في تلك الفترة مرضيًا‬
    ‫الرقص‪ ،‬فاستيحاء من‬     ‫والصالات‪ ،‬فشهد هذا العقد‬                     ‫للأجانب ولكنه كان مثي ًرا‬
  ‫تصميمات ليون باكست‬
  ‫لفرقة البالية الروسي في‬                                              ‫لفضولهم بشكل لا يصدق‪.‬‬
 ‫باليه شهرزاد وأزياء بول‬                                               ‫انتشرت بعد هذه المعارض‬
                                                                     ‫محلات اتخذت شكل الكباريه‬
                                                                     ‫كما عرف في القرن العشرين‬
                                                                        ‫فيما بعد‪ ،‬وفي العام ‪1910‬‬
                                                                       ‫أصدرت السلطات المصرية‬
                                                                     ‫هذه المرة أول لائحة واضحة‬

                                                                           ‫تنظم العمل في محلات‬
                                                                      ‫الرقص‪ ،‬وأما الراقصات فقد‬
                                                                      ‫أصبحن يتشبهن في أزيائهن‬
                                                                     ‫بالراقصة الفرنسية الشهيرة‬
                                                                      ‫«لاجولو» التي كانت ترقص‬

                                                                         ‫في الولان روج‪ ،‬فارتدين‬
                                                                       ‫أحذية فرنسية ذات كعوب‬

                                                                          ‫عالية وقبعات غربية أو‬
   211   212   213   214   215   216   217   218   219   220   221