Page 100 - merit 40 apr 2022
P. 100
العـدد 40 98
أبريل ٢٠٢2
جلاء الطيري
لم أ ُعد أشتهي شي ًئا
سكن الملابس ،أصبحت أحلامي كوابيس ،تتخللها يا رب لم أعد تلك الفتاة الصغيرة التي ُتلون كونها
نهنهات أمي المكتومة ،نظرتها الكسيرة وهي تحضر بشريط ضفيرتها الأبيض ،لم أعد تلك المراهقة
أعراس من هن أصغر مني سنًّا ،دعوات النسوة التي تعتلي غيمة لتقابل الشاطر حسن أو تطير على
وهن يتغامزن عن التي فاتها قطار الزواج .الخامسة بساط سحري لتلاحق فراشات تخيطهن في فستان
بهي يحملنها لأعلي فتلاحقها نظرات بنات الفصل،
والأربعون جاءت سريعة ،فبد ًل من أن تحتل
الفرشات البيضاء سمائي تركتني وأبقت بياضها لم يعد جسدي كما كان ،نبتت لي زهرتان صرت
أُخبئهما تحت ملابس فضفاضة ،وعندما صارتا
ليحتل شعري ،يمامت َّي اللتين كنت أخجل منهما يمامتين تتوقان إلى الفرار كان البيت هو محبسي،
صارتا مكسورتي الجناح ،انسدلتا رخوتين ،ما ُمنع ُت من اللعب ،صارت اللاءات هي ما أسمعه كلما
عدت أهتم بإخفائهما تحت حمالة ثدي ضيقة ،لهما
هممت بفعل ما.
البراح ولي الضيق. يا رب لم أعد تلك الشابة التي يتحلق حولها الشباب
يا رب عادتي الشهرية لم تعد كعهدها ،من هن في
سني قابلتهن في عيادة النساء يجرجرن ورائهن فتختار أوسمهن وأجملهن تعيش معه قصة في
خيالهاُ ،تشاهد فيلم ماجدة ورشدي أباظة ،تريده
أولادهن .عندما دخلت إلى الطبيبة أخبرتها عن كمثله ُيحلق بطائرته فوق شرفتها ،يا رب أنا ربيبة
عادتي الشهرية التي تأخرت لسبع شهور. الخوف ،والعيب ،والتقاليد ،لم أشاطر ول ًدا نظرة
هل أنا حامل؟
منذ متي وان ٍت متزوجة؟ عشق ،لم أخض تجربة حب.
كم لديك من الأولاد؟ يا رب منحتني خيا ًل خصبًا ،وعزلة ،وصمتًا،
آخر مرة ضاجعت فيها زوجك؟ صرت مثا ًل للبنت الهادئة التي ترف ُل في ثياب
متي آخر ميعاد للدورة؟ طوال ،تكاد من فرط خجلها تتعثر وتقع ،فعيني لم
هل تأخذين أدوية منشطة للحمل؟ تكد تتجاوز المسافة ما بين رأسي والأرض ،يا رب
هل؟
أنا لس ُت متزوجة. نبت لي قتب صغير من كثرة انحنائي.
نظرت إل َّي الطبيبة باشمئزاز. يا رب لم أعد شابة ُتشتهىِ ،صر ُت في الخامسة
قبل أي شيء انا لا أُجري عمليات لمن حملت والثلاثين ،غادرني خيالي وخذلتني أحلامي ،لم
ِسفا ًحا.
هل أنا حامل؟ يعد فتى أحلامي كمثل رشدي أباظة ،بمرور
الوقت صر ُت أفتح خزانتي ،أزيح عنها الغبار ،أفتح
نافذتي للشمس ربما أفلحت في محو العطن الذي