Page 104 - merit 40 apr 2022
P. 104
العـدد 40 102
أبريل ٢٠٢2
تلك التكنولوجيا لصالح أمن واستقرار الدولة .وبعد
عمل طويل في خدمة وترسيخ النظام الجديد ،قررت
كريمة أن تنسحب من الساحة العامة وتتفرغ لمزارعها
الكثيرة والمربحة.
في الأعوام الأخيرة التي شهدت تطو ًرا تكنولوجيًّا
مكث ًفا ،شعرت أنها لن تقدر على اللحاق بهذا التطور،
ولذلك أفسحت المجال للجيل الجديد ليقوم بذلك،
خاصة وأن الجيل الجديد الذي ولد بعد الثورة يتميز
بالولاء التام للنظام الحاكم لسببين :أو ًل ،لأنه ُد ِّرب
تدريبًا جي ًدا في المدارس والجامعات المحلية على الولاء،
وثانيًا ،لأنه لم يعرف أي حكم أو نظام آخر بسبب
الهيمنة الكاملة للدولة على المعلومات والاتصالات مع
الخارج.
في السنين الأولى للثورة كان الرجال يرتدون خوذات
حديدية مغلقة الوجه من الأمام عند خروجهم من
البيت ،حيث كان وجودهم بغير خوذة خارج البيت
يعتبر انتها ًكا لقوانين الشريعة .أدى ذلك إلى ضرورة
أن تقودهم بناتهم أو زوجاتهم عند خروجهم من
البيت ،كان هذا أم ًرا متعبًا للنساء ،لذلك قررت
الكثيرات منهن إبقاء رجالهن في المنزل .مع إدخال
تكنولوجيا الخوذة الإلكترونية تنفست النساء
الصعداء ،فبهذه الخوذة من الطراز الجديد يستطيع
الرجال الخروج دون مرافقة إجبارية ودون انتهاك
القوانين.
ُسنت القوانين الصارمة ضد الرجال في أول يوم بعد
قيام الثورة التصحيحية ،فقد قررت لجنة الثورة،
التي تحولت بعد ذلك إلى لجنة شورى ،أن تجد ح ًّل
للتحرش الفظيع الذي كانت تتعرض له النساء في
عهد الخليفة السابق ،ومع أن نساء الدولة كن يرتدين
البراقع والعباءات التي لم تكن تظهر منهن أي شيء،
إلا أنهن كن يتعرضن للمضايقات المتواصلة ،وكثي ًرا
ما يتعرضن للاغتصاب .وبنا ًء على فتوى دينية
للفقيهة جليلة اتخذ القرار بحصر تواجد الرجال على
البيت فقط ،وخروجهم منه لمجرد الحاجة الضرورية
وذلك بشرط ألا يروا أي أنثى في الطريق.
ومع أن هذه القوانين كانت عسيرة على الرجال ،إلا أن
العائد منها للدولة كان قو ًّيا ،فقد استفادت البلاد على
مر الزمن من نهوض اقتصادي غير مرئي من قبل،
فبعد أن ُحلت مشكلة التحرش استطاعت المرأة أن