Page 108 - merit 40 apr 2022
P. 108

‫العـدد ‪40‬‬   ‫‪106‬‬

                                                      ‫أبريل ‪٢٠٢2‬‬

‫فراس سليمان‬

‫(سوري في نيويورك)‬

‫قصتان‬

 ‫لشتاء كامل‪ ،‬وصلاح يسمع وينتقي بحذر كلماته‪،‬‬                       ‫‪ -1‬حدث أن‪..‬‬
    ‫بل يعيد عليه بعض الحكايات التي سمعها منه‬
   ‫مضي ًفا إليها تنوي ًعا شعور ًّيا وشرو ًحا تزيد من‬  ‫‪ -‬يا حبيبي يا روحي هذه المرة الألف التي أقول لك‬
                                                            ‫فيها (النمرة غلط) رجاء توقف عن الاتصال‪.‬‬
  ‫حماسة شاهين‪ ،‬وبعض تفاصيل لا تقطع خيوط‬
                                      ‫القصص‪.‬‬            ‫‪ -‬منذ سنين وأنا أحاول أن أجدك‪ ،‬أر ُّن ُويقال لي‪:‬‬
                                            ‫‪-4‬‬          ‫الرقم خارج الخدمة‪ .‬أخي ًرا ها أنت ترد لو تعرف‬

‫قالت الزوجة‪ :‬بدأ صديقنا الجديد يكرر وينسى أنه‬                                            ‫مدى فرحي‪.‬‬
‫يكرر‪ .‬ما الخطوة القادمة؟ من المستحيل أن نكشف‬                ‫التلفون على (السبيكر) وكانت زوجته تسمع‬
                                                         ‫المحادثة‪ .‬قالت خذ واعط معه دعنا نفهم الحكاية‪.‬‬
   ‫اللعبة الآن‪ ،‬عليك أن تبدأ أنت في روي حكاياتك‪.‬‬          ‫‪ -‬أييييييه يا صلاح كم أشتاق لك‪ ،‬كيف حالك؟‬
‫تحتاج إلى بعض الخيال وأنا سأساعدك‪ .‬رد الزوج‪:‬‬                ‫زوجة الرجل همس ْت‪ /‬أكم ْل ا َّد ِع أنك صلاح‪.‬‬
                                                           ‫‪ -‬لا تقل إنك نسيت صديق عمرك شاهين أبو‬
 ‫نعم لقد تورطنا‪ ،‬وفع ًل راح صلاح (ماهر) يحكي‬
    ‫ويحكي‪ ،‬يخلط ما حدث له مع ما سمعه مع ما‬                                                     ‫مريم؟‬
     ‫تتفتق مخيلته ومخيلة زوجته عن اجتراحات‪.‬‬               ‫‪ -‬لا مستحيل كيف لي أنسى‪ ،‬أخبرني أين أنت‬
                     ‫صارت المكالمات أكثر إمتا ًعا‪.‬‬
                                            ‫‪-5‬‬                         ‫وماذا تفعل بعد كل هذه السنين؟‬
                                                         ‫لن تصدق يا صلاح! الكثير والكثير من الأحداث‬
  ‫غريب‪ ،‬غريب ج ًّدا‪ ،‬قال الزوج لزوجته‪ :‬منذ أكثر‬           ‫والقصص‪ ،‬لا أعرف من أين أبدأ؟ هذا واحد من‬
 ‫من أسبوع لم يتصل شاهين‪ ،‬ر َّد ْت‪ :‬أنا قلقة عليه‪،‬‬      ‫أجمل أيامي أن أسمع صوتك‪ ،‬أن أعرف أنك بخير‪.‬‬
‫أخشى أن طار ًئا حدث‪ .‬ما رأيك أن تتصل أنت هذه‬
                                                                    ‫وأنا أي ًضا مسرور أني سمعت منك‪.‬‬
                                          ‫المرة‪.‬‬                                                  ‫‪-2‬‬
                                            ‫‪-6‬‬
                                                            ‫لأكثر من ساعتين وشاهين أبو مريم يشارك‬
    ‫كل يوم لأكثر من مرة يحاول الزوج والزوجة‬           ‫الرجل الذي صار اسمه صلاح الذكريات ويروي له‬
   ‫الاتصال بشاهين‪ .‬لكن أح ًدا لا ير ّد‪ .‬ظ َّل يفعلان‬
‫ذلك لشهور حتى تم الرد (الرقم الذي تطلبه خارج‬                         ‫تفاصيل حياته منذ آخر مرة التقيا‪.‬‬
                                                       ‫قالت الزوجة التي كانت تسمع كل شيء‪ :‬شفت يا‬
                                      ‫الخدمة)‪.‬‬          ‫(صلاح) وهي تضحك‪ ،‬إنه اسم يناسبك أكثر من‬
                                                      ‫(ماهر)‪ ،‬إن حكايات هذا الرجل الكهل أكثر إثارة من‬
           ‫‪ -2‬مساء الخير‬
                                                                    ‫المسلسلات السخيفة التي نشاهدها‪.‬‬
                          ‫هذا ما قالته أخته ريم‪:‬‬                                                  ‫‪-3‬‬
  ‫«لا تستخدم ناديا فعل (أستيق ُظ‪ /‬أصحو) تقول‪:‬‬
                                                         ‫استم َّر هذا الطقس‪ ..‬طقس المكالمات شبه اليومي‬
   103   104   105   106   107   108   109   110   111   112   113