Page 12 - merit 40 apr 2022
P. 12
العـدد 40 10
أبريل ٢٠٢2
الكلمات ،توسعها وتضيقها ،تعمقها أو تجعلها الشيخ محمد عبده محمد إقبال
سطحية ،وبهذا تنمو الثقافة ويظهر تأثير جانبها
الفكرة الأكثر تأثي ًرا فى أعمال د.مصطفى ناصف
الاجتماعي والعملي. كانت ما قام به الشيخ محمد عبده من إدخال
ورغم ذلك كان ناصف يرى قصو ًرا فى التفسير
الاجتماعي خا ًّصا بالجانب الروحي للنص المقدس، الكلمات الأساسية فى القرآن فى سياق ثقافى حديث،
ويضرب لنا مثا ًل عن فهم فكرة «الصوم» لدى وله طابع روحي وعقلي م ًعا.
أنصار التفسير الاجتماعي؛ فالصوم طريق التغلب
على الفوارق الاجتماعية وتذليل للفوارق بين الناس. هذه الروح تعامل بها ناصف فى قراءته الثانية
لكن ناصف يراها ملاحظات طبيعية سائغة ،لا تعدو للشعر القديم ،باحثًا عن وجه غائب فى القراءات
أن تكون ضر ًبا من الملاحظات ذات الطابع الخطابي؛ التى سبقته ،ونجح فى هذا -من وجهة نظرى -كما
فسماه «تثقي ًفا اجتماعيًّا» يقف عند الحدود الأولى نجح الشيخ محمد عبده فى زلزلة الاعتقاد السائد
للإرشاد والوجيه ،خا ٍل من الفهم الروحي وليس
قائ ًما على دراسة منهجية ،تكمن أهميته فى الإصلاح أننا نفهم الكلمات الأساسية فى القرآن الكريم
العملي فقط أو فيما يتصل بالحياة اليومية ،للحد فه ًما حسنًا بحسب تعبير ناصف ،واستطاع أن
الذى دفع ناصف أن يقول عن التفسير الاجتماعي: يزلزل علاقات كثيرة ساكنة خاملة ،لأن الشيخ
إننا بصدد كتابة تقرير أو دراسة يصح أن توجد كان يدرك مغبة إقصاء الكلمات الأساسية إلى ركن
فى أى كتاب ،ذاك ًرا أمله فيما يجب أن يكون عليه معزول نسميه «الموروث» ،مع أن الشيخ يرى «أن
العظة الأولى هى تجدد الفهم» ،ففى تعطيل حركة
تفسير المقدس« :من الواجب أن نتلمس فى كل الكلمات الأساسية تعطيل لفكرة الاختيار والتحدى
معنى أخلاقي أو اجتماعي معنى ثا ٍن ميتافزيقي؛ وتعطيل القلق والانتباه والتجربة ،فمنهج الشيخ
كما يراه ناصف مبنى على الكشف المزودج للثقافة
الحديثة ومقومات الروح فى الإسلام ،يهدف الشيخ
إلى كشف الفساد الخفي وتنمية الوعى والحرية
والضمير ،فمعانى الكلمات لا تكتشف من خلال
نقول أو استبدال معجمي أو مناقشات فى دوائر
معزولة أو ارتباطات بين كتب قديمة وكتب أحدث،
إن الكلمات تكشف حدودها وتغيرها أو نموها
من خلال الممارسة العملية ،هذه الممارسة توجه