Page 10 - merit 40 apr 2022

‫العـدد ‪40‬‬ ‫‪8‬‬

‫أبريل ‪٢٠٢2‬‬

‫د‪.‬مروة مختار‬

‫مصطفى ناصف ومحمد عبده‬
‫حوار لا طواف‬

‫ناصف يرى أن تفسير الإمام الاجتماعى كان ملائ ًما لسياقه الثقافى‪،‬‬

‫ومن تبع منهجه من الباحثين‪ ،‬فقد كانت تشغلهم أهداف أخرى من‬

‫قبيل إصلاح العادات‪ ،‬أو من قبيل القضاء على الأوهام الفاسدة التى‬

‫روجها بعض الباحثين الغربيين‪ ،‬الذين كانوا ي َّدعون أن الاسلام هو‬

‫الذى قعد بالمسلمين عن التقدم والنهوض‪ ،‬فعمل الإمام محمد عبده‬

‫على دحض هذه الشبهة‪.‬‬

‫دقيق بمفهوم الحضارة وتطورها‪« :‬كانت مدرسة‬ ‫هذه المقالة مشغولة باكتشاف العلاقة بين‬
‫الشيخ محمد عبده ترغب فى أن تسهم فى بناء شرق‬
‫د‪.‬مصطفى ناصف وأستاذ أستاذه الشيخ الإمام‬
‫ناهض خال من الوهم والتقليد‪ ،‬متطلع إلى العلم‬ ‫محمد عبده؛ وأصلها فصل طويل فى كتاب أرجو‬
‫والثقافة الحديثة‪ ،‬آخذ بكل أسباب تراث الحضارة‬ ‫أن يرى النور قريبا؛ هذا الفصل مشغول بالتفسير‬
‫الاجتماعى للقرآن الكريم وسياقه الثقافي؛ ناقشت‬
‫وتراث العقل البشري»‪.‬‬
‫سأقف مفصلة عن جزئية محددة أعتبرها منطل ًقا‬ ‫فيه تصور ناصف وفهمه لمشروع الإمام فى‬
‫للحوار الودود بين ناصف والشيخ محمد عبده‪،‬‬ ‫تفسيرالقرآن‪ ،‬والآراء التى ثمنها ورأى فيها جوانب‬

‫ووصف الحوار بالودود فى هذه الجزئية أعنى‬ ‫صالحة لتطويرها والبناء عليها‪ ،‬وما وقف عنده‬
‫به تلك المنطقة التى أثارت شغف المؤول فى نفس‬ ‫ورأى أنه لن يصلح بهيئته التى تركها عليها الشيخ‬
‫ناصف وعقله‪ ،‬وحاول أن يطورها لتشكيل رؤيته‬
‫محمد عبده‪ ،‬ودارت النقاط الفرعية داخله حول‬
‫عن مسؤلية تأويل المقدس‪ ،‬هذه النقطة خاصة‬ ‫حركة الكلمات الاساسية فى القران الكريم‪ ،‬وفكرة‬
‫بالثقافة اللغوية وكونها هى المنطلق للتاريخ‬ ‫بناء الكلمات الأساسية فيه من حيث كونها مشاركة‬
‫جماعية وممارسة عملية‪ ،‬وقضية العلم عند الشيخ‬
‫الاجتماعى بأوسع معانيه ‪-‬على حد تعبير ناصف‪-‬‬ ‫محمد عبده وقضية تجديد الروح ثم مقارنة فكر‬
‫‪ ،‬هنا نحن لا نكتفى بسرد الأحداث السطحية‬
‫محمد عبده بفكر محمد إقبال‪.‬‬
‫الظاهرة أو المعنى الخارجي للكلمة‪ ،‬لكننا فى حاجة‬ ‫يرى ناصف أنه «مهما يكن من أمر الأهداف النبيلة‬
‫إلى الرجوع الى أعماق حياة المجتمعات المشار إليها‪،‬‬ ‫فإن قليل من المتحدثين عن القرآن ليسوا على خبرة‬
‫لكن العوائق كثيرة آنذاك وما زالت فى رأى ناصف‪،‬‬
‫فالناس يعبدون الكلمة أو يتوجهون إليها بمشاعر‬ ‫كافية بشواغل العقل الحديث‪ ،‬وليسوا على علم‬

‫أقرب إلى العبادة او الكهنوت‪.‬‬