Page 13 - merit 40 apr 2022
P. 13
11 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
العلاقات الناتجة عن الأسباب. لأننا نريد أن نكون نحن بصدد نظام روحي شامل
ناصف يرى أن تفسير الإمام الاجتماعى كان يتبين ما فى الكتاب من وحدة قوية ..لأن الكتب
ملائ ًما لسياقه الثقافى ،ومن تبع منهجه من الخالدة تحمل على الدوام عبء الاستجابة لمواقف
الباحثين ،فقد كانت تشغلهم أهداف أخرى من قبيل ومؤثرات جديدة» .وهذا توجيه تدريجي يعرض
فيه ناصف ما اختلف فيه مع الإمام ،إلى أن يصل
إصلاح العادات ،أو من قبيل القضاء على الأوهام لتعبيره عن إعجابه بمنهج محمد إقبال فيقول «لا
الفاسدة التى روجها بعض الباحثين الغربيين، نستطيع أن نسوي بين منهج محمد عبده ومنهج
الذين كانوا ي َّدعون أن الاسلام هو الذى قعد إقبال فى التفكير؛ ذلك أن محمد عبده كان يع ِّول على
منهج الفطرة أو التفكير المشترك بين الناس ،أما
بالمسلمين عن التقدم والنهوض ،فعمل الإمام محمد إقبال فكان يحتفل بتوجيه خاص لفريق من علية
عبده على دحض هذه الشبهة. المثقفين ،ويرى ناصف أنه بهذا أقرب إلى أغراض
التفسير الدقيق ،لكنه يعود فى أسى بالغ ليقول إن
هذا تكثيف لمجمل أفكار هذا الفصل من الكتاب تفسير القرآن بعد الشيخ محمد عبده لا يعدو أن
الذى تسمع من خلاله صوت د.مصطفى ناصف يكون تطبي ًقا على مبادئه التى رسمها ،فالدارسون
ينظرون إلى الأشياء بمنظور النفع والضرر ،وهم
وهو يحاور فكر الشيخ محمد عبده ،ويأبى أن كذلك آخذون بطريق المنطق الصوري فى الفهم،
يلتزم بمدرسته أو بمنهجه بشكل حرفي ،لإيمانه أن ويكمل :إن المشكلة أنهم يتعاملون مع ما احتفل به
الإمام أنه أصبح معنى النص ،وانعكس هذا على
عصرنا مختلف تما ًما ويحتاج إلى أبعاد أخرى فى النصوص العربية ،فحبسوا تصوراتهم فى ضوء
التاويل.
فكان حوار مصطفى ناصف مع الشيخ الإمام
حوا ًرا مثم ًرا ،فهو لم يتبن فكره ،يطوف حوله
ويردد كلماته وأفكاره بشكل آلي ،لكنه أخذ منه
ما يبنى عليه ،وعبر بصراحة عن رأيه فى بعض
جوانبه ،آم ًل فى تطويرها ،مراعيًا مناسبتها لسياقها
الثقافى المختلف عما نحياه الآن