Page 206 - merit 40 apr 2022
P. 206

‫العـدد ‪40‬‬                              ‫‪204‬‬

                                ‫أبريل ‪٢٠٢2‬‬                       ‫السؤال؛ فيقول لها إنه كان‬
                                                                  ‫غاضبًا اليوم في العمل؛ لذا‬
   ‫ما دام قد أخفى عنه الأمر‬                         ‫المُكالمة‪.‬‬   ‫فهو يطمئن عليه‪ .‬يبدأ بيبي‬
             ‫طوال حياتهما‪.‬‬       ‫لا بد من الانتباه هنا إلى أن‬      ‫في التدخل طالبًا منه الرد‬
                                                                 ‫عليه‪ ،‬وألا يتجاهل رسالته‪،‬‬
 ‫تحاول بيانكا تهدئة كارلوتا‬        ‫هذه المُكالمة قد جاءت على‬
       ‫التي انتحت في المطبخ‬        ‫هاتف بيبي الذي استبدل‬             ‫وأنه يجب على الأقل أن‬
                                    ‫هاتفه مع لي لي من أجل‬            ‫يقول له بأنه في المنزل‪.‬‬
    ‫متناولة كميات كبيرة من‬          ‫إنقاذ حياته الزوجية‪ ،‬أي‬       ‫لكن الجميع يتساءلون عن‬
   ‫النبيذ لتهدئتها‪ ،‬فتقول لها‬       ‫أن بيبي على علاقة مثلية‬     ‫السبب في أن يكذب لي لي في‬
‫بيانكا إنه لم يكن يخونها مع‬         ‫مع أحد الرجال‪ ،‬وبما أن‬       ‫الرد بما أنه ليس في المنزل‪،‬‬
   ‫امرأة أخرى‪ ،‬لذا فالأمر لا‬      ‫الهاتفين قد تم استبدالهما؛‬        ‫ويطلبون من لي لي الرد‬
   ‫ُيشكك في علاقتيهما‪ ،‬بقدر‬      ‫فالجميع باتوا يظنون أن لي‬       ‫برسالة تخبره بأنه يتناول‬
   ‫ما ُيشكك فيه نفسه‪ ،‬وأنه‬      ‫لي هو الذي على علاقة مثلية‬         ‫العشاء مع الأصدقاء‪ ،‬إلا‬
 ‫قد اضطر لإخفاء الأمر عنها‬         ‫بأحدهم‪ .‬تنهار كارلوتا‪/‬‬        ‫أن بيبي يصل إلى حالة غير‬
  ‫وادعاء الأكاذيب لحساسية‬          ‫الزوجة طالبة من زوجها‬         ‫طبيعية من الثورة والتوتر‪،‬‬
   ‫الأمر‪ .‬فترد عليها كارلوتا‬     ‫تفسي ًرا الأمر‪ُ ،‬متساءلة عما‬        ‫ُمخب ًرا إياهم بأنه ليس‬
                                  ‫إذا كان على علاقة جنسية‬          ‫من الضروري التخلي عن‬
    ‫ُمنزعجة بأن هذه ليست‬        ‫مع هذا الرجل أم لا؟ يحاول‬       ‫خصوصيتنا لدرجة أن نخبر‬
   ‫المُشكلة الحقيقية‪ ،‬المُشكلة‬      ‫لي لي الإنكار‪ُ ،‬مؤكدا لهم‬       ‫الجميع عما نفعله‪ ،‬وعن‬
 ‫أن هناك رج ًل يفتقد قبلات‬          ‫أنه زميله في العمل‪ ،‬وهو‬       ‫أماكننا‪ ،‬فيحاولون تهدئته‬
 ‫زوجها‪ ،‬و ُسرعان ما تتوجه‬         ‫مثلي ومهووس به‪ ،‬لكن لي‬         ‫ويخبره لي لي بأنه لن يرد‪.‬‬
‫إلى لي لي كإعصار لتسأله عن‬       ‫لي لا يعيره اهتما ًما‪ ،‬يحاول‬      ‫لكن الطرف الآخر يرسل‬
‫عدد الرجال الذين عرفهم من‬       ‫الجميع تصديقه على مضض‬            ‫رسالة جديدة تقول له بأنه‬
‫قبل ليؤكد لها بأنه لم يعرف‬        ‫إلا أن الطرف الآخر يرسل‬         ‫أحمق‪ .‬هنا تنزعج كارلوتا‬
                                   ‫رسالة أخرى ُتفجر الأمر‬       ‫من هذه اللهجة التي يتحدث‬
     ‫رج ًل آخر غيره‪ ،‬فتعود‬         ‫تما ًما حينما تقرأ كارلوتا‬     ‫بها أحدهم لزوجها وتطلب‬
 ‫لسؤاله عن المُدة التي ارتبطا‬    ‫ما جاء فيها‪ ،‬حيث يقول له‪:‬‬        ‫منه تفسي ًرا‪ ،‬لكن الشخص‬
                                                                     ‫على الطرف الآخر يقوم‬
    ‫م ًعا فيها‪ ،‬ليرد بأنها عدة‬                ‫أفتقد قبلاتك‪.‬‬        ‫بالاتصال لتطلب كارلوتا‬
  ‫شهور ‪-‬غير راغب في قول‬                 ‫يحاول بيبي التدخل‬        ‫من زوجها الرد وفتح ُمكبر‬
                                  ‫للاعتراف لهم بأن الهاتف‬           ‫الصوت‪ ،‬هنا نستمع إلى‬
    ‫الحقيقة وأن الأمر يخص‬          ‫يخصه‪ ،‬لكن لي لي يرفض‬          ‫الطرف الآخر ُمتحد ًثا لائ ًما‬
  ‫بيبي‪ ،‬ولا يخصه هو‪ ،-‬هنا‬          ‫تدخله أو توضيحه للأمر‬         ‫إياه؛ لأنه خرج في حين أنه‬
‫تخبره بأنها كانت تشك بأنه‬         ‫لسببين ُمهمين‪ ،‬أولهما أنه‬     ‫قد أخبره بأنه سيلتزم المنزل‬
 ‫على علاقة بإحدى العاهرات‬       ‫يرغب في رد الجميل لصديقه‬         ‫لإصابته بالحمى‪ ،‬ثم يخبره‬
   ‫لأنه لم يلمس جسدها ُمنذ‬       ‫الذي أنقذه أمام زوجته من‬            ‫بأنه أحمق لا يعرف ما‬
                                  ‫مأزق العاهرة التي يعرفها‬       ‫الذي يريده في الحياة‪ ،‬وهل‬
   ‫عدة شهور‪ ،‬لكنها لم تكن‬       ‫باستبدال الهاتفين‪ ،‬وثانيهما‪:‬‬      ‫هو يرغب في النساء أم في‬
   ‫تتوقع أن يكون السبب في‬        ‫الغضب الشديد الذي انتاب‬          ‫الرجال‪ ،‬و ُسرعان ما ينهي‬
                                      ‫صديق عمره كوزيمو‬
      ‫زهده فيها رج ًل مثله‪.‬‬         ‫لاعتقاده بأن لي لي مثلي‬
  ‫أثناء هذا المأزق يدق هاتف‬      ‫التوجه‪ ،‬وأنه ليس بصديقه‬
 ‫كوزيمو فيضطر للرد وفتح‬
‫ُمكبر الصوت ليحادثه أحدهم‬

     ‫سائ ًل إياه عن خاتم ما‬
   ‫وأقراط وهل أُعجبت بهما‬
   ‫امرأة ما؛ فيخبره كوزيمو‬
    ‫بأنه ليس في حالة تسمح‬
   201   202   203   204   205   206   207   208   209   210   211