Page 207 - merit 40 apr 2022
P. 207

‫‪205‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

     ‫الجميع‪ ،‬لتؤكد له بأنها‬              ‫بيانكا؛ فيدق لي لي باب‬           ‫له بالحديث الآن ُمنهيًا‬
   ‫لا ترتدي سروا ًل داخليًّا‪،‬‬        ‫الحمام طالبًا منها أن تأخذ‬     ‫المُكالمة؛ لتنهض زوجته بيانكا‬
  ‫كما تبدأ الأمور في الانهيار‬         ‫هاتفها لترد على الرسالة‪،‬‬       ‫مذهولة ُمتسائلة عن الخاتم‬
    ‫أكثر حينما تخبرهم بأن‬            ‫وحينما تراها تقف مذهولة‬
    ‫ثمة أسرا ًرا أخرى ليست‬         ‫لتقول لزوجها إنها من المُمكن‬      ‫والأقراط التي يحدثه عنهما‬
 ‫موجودة في هواتفهم‪ ،‬ومنها‬           ‫لها تفسير الأمر‪ ،‬فيرد عليها‬     ‫هذا الشخص‪ ،‬ولمن‪ ،‬فيخبرها‬
‫أنها كانت ثملة وتقود سيارة‬          ‫بأن الأمر ليس في حاجة إلى‬        ‫أنهما لها‪ ،‬لكنها تخبره بأنها‬
 ‫زوجها الذي كان بجوارها‪،‬‬              ‫تفسير حينما يرسل إليها‬        ‫لا ترتدي أي أقراط في أذنيها‪،‬‬
 ‫واصطدمت بأحدهم‪ ،‬ومات‪،‬‬               ‫أحدهم ليسألها هل ترتدي‬
 ‫وادعى الزوج أنه الذي كان‬            ‫سروا ًل داخليًّا أم لا‪ ،‬لكنها‬    ‫وبأنها حتى لم تثقب أذنيها‬
 ‫يقود السيارة‪ ،‬وأن الموت قد‬                                                            ‫من قبل‪.‬‬
‫حدث بالخطأ رغم أنه لم يكن‬               ‫تؤكد أنها لا تعرف هذا‬
                                       ‫الشخص‪ ،‬وأن كل ما في‬           ‫هنا تقع الكارثة الثانية التي‬
                     ‫كذلك‪.‬‬           ‫الأمر أنه ُمجرد صديق على‬       ‫تتأكد فيها بيانكا بأن زوجها‬
      ‫إن الجميع هنا يتعرى‬             ‫الفيس بوك‪ ،‬وأن الأمر لا‬
 ‫تما ًما أمام بعضهم البعض‪،‬‬          ‫يعدو أكثر من لعبة يلعبانها‪،‬‬           ‫يخونها‪ ،‬وأثناء محاولة‬
   ‫والمُخرج ُمص ٌّر على كشف‬           ‫حتى أنها لم تسمع صوته‬           ‫إقناعها بأنه لا يكذب عليها‬
  ‫الجانب القبيح من نفوسنا‬            ‫أو تراه مرة واحدة‪ ،‬لكن لي‬         ‫تأتيه ُمكالمة أخرى؛ فتصر‬
   ‫بشكل فيه من القسوة ما‬               ‫لي يطلب منها أن تهاتفه؛‬
      ‫لا يمكن احتماله‪ ،‬حتى‬            ‫فتخبره بأنها لم تفعل من‬           ‫على أن يرد‪ ،‬لا سيما أنها‬
 ‫لكأنه أحد الجراحين‪ ،‬يوغل‬             ‫قبل‪ ،‬كما أنه يمتلك أسرة‪،‬‬       ‫من زميلته في العمل‪ ،‬يرفض‬
  ‫بمشرطه في لحومنا عمي ًقا‪.‬‬         ‫لكنه يصر على الاتصال به‪،‬‬
  ‫هنا يتحدث بيبي الذي ظل‬              ‫ويفعل بنفسه فات ًحا ُمكبر‬         ‫كوزيمو الرد على الهاتف‬
  ‫ُمراقبًا‪ُ ،‬متأم ًل المأساة التي‬     ‫الصوت‪ ،‬فتسرع إيفا لترد‬         ‫فتختطفه بيانكا لتفتح ُمكبر‬
   ‫تدور أمامه طوال الوقت‪،‬‬             ‫بالنيابة عنها‪ ،‬وتخبره إيفا‬     ‫الصوت وتستمع إلى زميلته‬
    ‫ليخبرهم بأن لي لي ليس‬            ‫بأنها ترغب في رؤيته‪ ،‬لكنه‬        ‫التي تخبره بأنها قد أجرت‬
     ‫مثليًّا‪ ،‬وأنه هو المثلي في‬      ‫يخبرها بأنهما قد اتفقا على‬      ‫اختبار حمل‪ ،‬وتأكدت بأنها‬
   ‫الحقيقة‪ ،‬كما أن موضوع‬             ‫عدم اللقاء‪ ،‬وأن هذا القرار‬
    ‫الفتاة التي يعرفها والتي‬       ‫كان قرارها هي‪ ،‬أما إذا كانت‬                       ‫حامل منه!‬
 ‫كان من المُفترض أن يقدمها‬         ‫قد غيرت رأيها فهو لا يمانع‬         ‫تنهار بيانكا لتسرع صوب‬
 ‫لهم الليلة حكاية زائفة‪ ،‬لأنه‬          ‫في ذلك‪ ،‬كما يخبرها بأن‬
  ‫لا يعرف أي فتاة‪ ،‬بل يحب‬             ‫صوتها جميل‪ ،‬وليس كما‬              ‫الحمام وتلحقها كارلوتا‬
  ‫رج ًل مثله‪ ،‬وأن المدرسة لا‬                                             ‫محاولة تهدئتها‪ ،‬يحاول‬
 ‫ترغب في تجديد العقد الذي‬                               ‫تخيله‪.‬‬         ‫كوزيمو اللحاق بها وفتح‬
  ‫بينهما بسبب مثليته‪ ،‬فيرد‬          ‫تغلق إيفا الهاتف؛ ليتأكد لي‬      ‫باب الحمام إلا أن إيفا تلحق‬
   ‫عليه روكو ُمتسائ ًل‪ :‬لم لا‬                                          ‫به لتجذبه إلى غرفة النوم‬
‫ُتقاضيهم؟ لكن بيبي يؤكد له‬            ‫لي مما أخبرته به زوجته‪،‬‬       ‫خالعة الأقراط التي في أذنيها‬
‫أنه لا يستطيع فعل ذلك؛ فهو‬          ‫لكنه يظل ثائ ًرا ويسألها عما‬    ‫لترميها في وجهه واصفة إياه‬
  ‫قد عجز عن إخبارهم‪ ،‬وهم‬                                              ‫بأنه ُمقرف‪ ،‬وتبصق عليه‪.‬‬
‫أعز وأقرب أصدقائه بحقيقة‬              ‫إذا كانت ُمرتدية لسروال‬           ‫أي أن كوزيمو الذي بات‬
                                     ‫داخلي أم لا‪ ،‬ويحاول جذب‬        ‫زو ًجا لبيانكا ُمنذ عدة شهور‬
                                                                      ‫قليلة على علاقة جنسية مع‬
                                          ‫فستانها لأعلى إلا أنها‬     ‫إيفا ‪-‬زوجة صديقه روكو‪-‬‬
                                      ‫تثور وترفع فستانها أمام‬        ‫وزميلته في العمل أي ًضا التي‬

                                                                             ‫صارت حام ًل منه!‬
                                                                          ‫تأتي رسالة على هاتف‬
                                                                      ‫كارلوتا التي تحاول تهدئة‬
   202   203   204   205   206   207   208   209   210   211   212