Page 153 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 153
حول العالم 1 5 1
يمكننا أن نعرفه؟ قد تميل إلى بشكل جذري على مسار هناك مجموعة متنوعة
القول بأنه يمكننا معرفة أن حياة الآخرين ،بل وحتى من المصادر التي تقدم لنا
شخ ًصا ما خبير لأن الخبراء وجهات نظر متضاربة حول
الآخرين يقولون عنه ذلك. إنهائها. انتشار فيروس كورونا،
لكن كيف تعرف أن هؤلاء ومن ناحية أخرى ،قد تقول وكيف يؤثر على حياة الناس
الأشخاص الآخرين أنفسهم وصحتهم ،وأفضل السبل
خبراء؟ هل لأنهم يقولون “أنا لست مؤه ًل لتكوين
ذلك ،أو لأن خبراء آخرين رأي محدد؛ ولذا سأترك لتحجيم الوباء وإيقافه.
يقولون ذلك؟ ليس الأمر الأمر للآخرين المختصين تقول الحكومة في الغالب
كذلك على ما يبدو ،ولكن لكي يفيدوني” .ومع ذلك، شيئًا واح ًدا في كل جلساتها
كيف يمكن للمرء أن يتعرف فأنت لديك حياتك التي تود واجتماعاتها السياسية،
على الخبراء والمختصين؟ أن تعيشها ،وبالتالي يصبح وربما يكون غالبية العلماء
وفي الختام ،سيواجه معظم قد شكلوا وجهة نظر معينة،
القراء صعوبة حقيقية في السؤال :من هم هؤلاء وهناك عدد قليل من العلماء
تقديم ما يعتبرونه إجابات الآخرين الذين يجب أن يختلفون مع ما تقول به
حاسمة على مثل هذه تصدقهم عند اتخاذ خياراتك أغلبية العلماء ،والمنظمات
التساؤلات المعقولة .ومن وقراراتك ،بما في ذلك -على غير الحكومية على المستوى
هنا يتعين على الفلاسفة أن سبيل المثال -قرار عودة الدولي لديها وجهة نظرها،
يعملوا على البحث عن إجابات أطفالك إلى المدرسة؟ والزعماء الدينيون لهم
لمثل هذه الأسئلة الكبرى بين هذين النقيضين هناك رأيهم ،والمواطنون على
طريقة يجب أن ُنشكل في اليوتيوب يدلون بدلوهم،
المهمة .وللأسف فإننا لا نجد ضوئها معتقداتنا بالنسبة وأنت ،بالطبع ،لديك رأيك
معظمهم يعملون على هذا ووجهة نظرك حول ما
الاتجاه دائ ًما لما يخبرنا به الخبراء يحدث ..فعندما تكون
والمختصون .لكن من ذا الذي وجهات النظر المختلفة هذه
غير متوافقة أو متناغمة مع
يعتبر خبي ًرا؟ من المفترض بعضها البعض ،فمن يجب
أنه شخص يعرف الكثير عن أن نصدق؟ وكيف السبيل
موضوع ما .نعم .لكن كيف للوصول إلى حقيقة المرض،
وكيفية مواجهته؟
قد تدفعك الإغراءات إلى
تصديق أحد طرفين يقفان
على النقيض من بعضها
البعض :فمن ناحية ،قد تقول
“إنها حياتي ،ولذا سأصدق
ما أريده أو ما يجعلني
أشعر بالرضا” .ومع ذلك،
لا تتأثر حياتك فقط بطريقة
عيشك؛ حيث يمكن أن تؤثر
الاختيارات التي تقوم بها