Page 8 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 8
العـدد 30 6
يونيو ٢٠٢1
فيه بمشيئته خارج الأطر المرسومة الله؟ قال :يمسي الرجل يعصي الله عز
بالنصوص ،فلا يستطيع -مث ًل -أن يقتل وجل ثم يصبح فيتحدث للناس أنني في
نفسه وينهي حياته بيديه ،لأن «لكل أجل الأمس فعلت كذا وكذا..
ويتصل بهذا ،ويعضد مفهوم الستر
كتاب» ،وأن الله هو الذي خلقه وحدد -وهو الاسم المخفف للانتهاك الخفي
موعد ميلاده وموته ،وأي تدخل في تلك تحت ستر الظلام -الحديث الذي رواه
المواعيد يعد تحوي ًل لإرادة الله وعصايا ًنا زيد بن أسلم أن النبي قال :من أصاب
لناموسه ،ومن ذلك أي ًضا ،وأهم ما يحيط شيئًا من هذه القاذورات فليتب إلى الله،
بجسد المرأة تحدي ًدا ،أنها لا تعطي جسدها وليستتر بستر الله .وهو أمر نبوي (لا
إلا بشكل شرعي معلوم ،ومن أهم هذه ينطق عن الهوى) ،لطرفي عملية الاغتصاب
أن يخفيا الفعل ولا يبوحا به لكي يصيرا
الأشكال الزواج الذي له اشتراطات (معافين) يوم القيامة! لذلك “لما جاء ماعز
كثيرة ومعقدة ومختلف حول تفاصيلها إلى النبي يقول :إنه زنا ،أعرض عنه النبي
مرات ،لعله يتوب ويستغفر ،ويرجع؛ حتى
بين الفقهاء والمذاهب ،وفي هذه الحالة لا يتظاهر بهذا الأمر العظيم” .فـ”من تاب
لا يحق لأي «رجل غريب» من خارج تاب الله عليه” و”من ستر مسل ًما؛ ستره
دائرة المحارم أن يرى «المرأة الغريبة»، الله في الدنيا والآخرة”.
مجرد رؤية ،لهذا تغطي النساء كامل أفوقنعانيلد:طماهمرنعهااادلل ِّزنمبناا.يعزفقاأسلرأبللعه:رم“راسِفيوتَمل أُما َلطلهِّهصًُّ :ررا َ“ك َأ؟عِبل ِه”ى
جسدها برداء أسود واسع في معظم دول فقال: ُ“جَأ ُن َوش ٌِرن َ؟ب” َ َفخ ُأْم ْ ًرخابِ؟َر”أَّ .نهوفليي رسوابيمة أجنخور ٍن،ى
الخليج وفي كثير من الدول الإسلامية، حاول
بعد أن اضطررن للخروج إلى المدارس ا َرغع َمتسْزراو َفتله َأا ْلوبالهلَنزأَظن ْانرَ ،يتف”جق.ادللوهلهه:ميخ“ك َللر َعهًلَّاجاَكم َقححبتَّا ْلوىَلتاب َأعْتود
والجامعات ،فلا يستطيع من يراهن أن لإخفاء الفعلة التي قد تكون تمت بالرضا،
يميز هذه عن تلك! وهناك قواعد تفرق فما بالنا لو تمت بالغصب؟
بين نساء النبي وعامة النساء ،وتفرق بين أما ما يخص علاقة الإنسان بجسده في
الإسلام ،فهذا مبحث كبير ،إذا حاولت
الحرة والأمة ..إلخ. دخوله سيقابلك كلام كثير عن النظافة
أخي ًرا ..فإن غياب قانون صارم وعادل بالوضوء خمس مرات كل يوم ،وبحق
يتم تطبيقه بعدالة وشفافية على الجميع؛ الجسد على المسلم في الإطعام والملبس:
يؤدي إلى استفحال حالات التحرش ،لأن «لا تزول قدما عبد يوم القيامة ،ح َتّى
المتحرش غالبًا يهرب من العدالة لصعوبة يسأل عن أربع ،عن عمره فيما أفناه،
إثبات الفعل من ناحية ،ولأن القضاة/ وعن جسده فيما أبلاه ،وعن علمه ما
عمل فيه ،وعن ماله من أين كسبه وفيما
الرجال متشبعون بالخطاب الديني أنفقه” ،وكلام عن الجن :هل يتلبس
سابق الإشارة إليه ،والذي يحتقر المرأة جسد الإنسان ويعيش داخله! لكن الفكرة
في العمق ،ولا يراها سوى جسد لإمتاع الأولية عن الجسد في الإسلام أنه أمانة
لدى المسلم ،لا يستطيع أن يتصرف
الرجل ،وأنها -غالبًا -مصدر الفتنة،
فالرجل المتحرش ما كان ل ُيقبل على الفعل
إلا بفعل إثارة مصدره المرأة ذاتها! طب ًعا
مع الأخذ في الاعتبار أن المجتمع الذكوري
«المتدين بطبعه» يفضح المرأة المعت َدى
عليها ،ويحرمها من حياة عادية بعد فعل
التحرش بها ،باعتبار أنها لم تعد صالحة
لرجل غير المتحرش ،الذي يسمح له
القانون بالفرار بفعلته إن عرض الزواج
على ضحيته!!