Page 197 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 197
195 الملف الثقـافي
وتضحك من نوبات الصرع التي تصيب فيخلع قلنسوته السوداء
المهرب الكبير وينادي على روحي التي مزقوها في الحرب
إذا رأى الشمس دالية على بابه فكيف أمشي على الجماجم
فقد عرف أن حبيبته في السفينة والعظام
وأنها معصوبة العينين والضحية تتبعني من سوق لآخر
وتبكي ليل نهار ولا أرى ملاكي إلا من المؤخرة
التي تهرب من الذباب
وقد يطلقون الكلاب عليها وليس لها أزهار أو ثمار
فمن يا ترى يقتل القبطان فأعقد أصابعي على رأسي
وأضحك من هذيانه بين الجثث
في تلك اللحظة ربما تعثر على الخاتم
ويأخذ قبعته إلى خادم الجلسة أو الجوهرة البيضاء
كي يبدأ العزف على جيتارها المكسور
وتعلو الفراشات وتهبط في سهولة نادرة أو قميصي الذي تعلق بالشجرة العجوز
فيأخذني المنشد الأعمى إلى حلقة البوذيين
وأنا أتقلب على الرمل
في ألم لا احتمله هذه المرة ويضحك من الإشارات المفضوحة
وأمزق ما تقع عليه يدي حبيبي شارته خضراء
حتى أعثر على خاتمها المفقود ويضع رأسه على بطني
فأصيح على طيور خضراء
ترفرف بالقرب من رأسي وأصابعه على هلالي المقلوب
لقد خطفوها من أعلى الجبل ويبكي من ألم لا أعرفه
ولفوها بالملاءة الحمراء فإذا انتهى من الزيارة وحمل عصاته وحي ًدا
وقرؤوا على جثمانها الممزق أتعثر من حفرة إلى أخرى
وأخاف من جنونه
لفائف (قمران)
ولم تجد قمحها كما قالوا فقد عبث بحقيبتي أمام العابرين
وقطع حمالة النهدين بأسنانه
ولا أكياس الذهب ويدي في سرواله المفتوح
فأغمي عليها مرة أخرى حتى انتهت النوبة في سلام.
وأخذت في البكاء ()7
إلى أن وضعوها على تابوت أبيض
تتبعني المجندة الشقراء في البراري
ورائحة من هنا أو هناك وأنا لا صقور لي
ودقات عالية
وتقرأ صحائفها أمام البوذيين
فأخذتها الرعشة المعهودة وصاحت في كبرياء لا حدود له
عطره في خشاش الرمل
وفي الصندوق المغلق لا تقترب من سفينة المهربين
وبين أصابع قدمي إلا بإشارة مني
ولا يمنعني منه أحد
فأنا روحه في الجبال فأنا عاصفة سوداء
وفي الورود تأخذ العظام المكسورة إلى بئر لا
وفي سفينة الهاربين
حتى يعود إلى صدري يعرفها أحد
في سلام. وتغطس بين الدلافين في غمضة عين
وتخرج بالخاتم الضائع