Page 193 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 193
191 الملف الثقـافي
فتحى عبد الله
للجبل رعاة لا ينامون
أو لمسها الحواة في طوافهم الأخير ()1
وتحتاج إلى أقدامي التي أكلتها الريح
شمعة لروحهما
فأصرخ في براري الله في رحلتها إلى الجبل لم تحمل طائ ًرا
أن يأتي لها المملوك الذي تحبسه
ولا وضعت حقيبتها على الأرض
في صندوق أسود وتركت أصابعها في الهواء
وتعطي له كوفية من القطن
وأنا في أمطار غزيرة ومعطفي ثقيل
كي يزور حبيبها أردد في سري
ويضع أمامه الخاتم
فيخرج مجندون من الصحائف الأولى يا لها من ملاك أخذني من الطوفان
يدورون على الكباش والتماثيل بعد أن فقدت ذراعي
ويحرقون البخور على رأسه وأبي
فإذا رأي قم ًرا نصفه مظلم
يدرك أنهم خطفوا حبيبته في الليل وسرق أخوتي عقود أمي
ولا بد أن يزور الضريح وتركوني في أحراش مليئة بالذئاب
ويوقد شمعة لروحهما كي تعود
أسمع رنين خلخالها في الليل
في الصباح وأتبع عطرها من حانة لأخرى
على محفة من خيوط الكتان
فقد رأى (ابن عربي) إليتها على صدري فإذا جاء المجنون إلى بابي
وأنا أقرأ فصوصه على شمعة ضعيفة ودق على طبلته
أدعو أن تقوم على أول الجبل
أعرف أن حبيبتي في صحراء
فالرحلة في أولها وحولها رعاة يشعلون النيران في
ولا ذراع لي
ملابسها التي تحملها
وأبكي على صدرها في الصباح فارفع ذراعي لغيمة قريبة
وأهرب إلى كهف بعيد
قد تكون مقيدة اليدين