Page 190 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 190

‫العـدد ‪29‬‬                                  ‫‪188‬‬

  ‫ولفت النظر إلى ما حوته‬                                                          ‫مايو ‪٢٠٢1‬‬  ‫ترنيمة فتحي عبدالله الأخيرة‪:‬‬
  ‫من تميز وجمال‪ ..‬تتبدى‬                                                                          ‫القصائد المخطوطة‪ ..‬أو «للجبل رعاة لا ينامون»‬
  ‫قصائد الديوان المخطوط‬        ‫يعد ديوان «يملأ فمي‬                                           ‫مؤمن سمير‬
  ‫(للجبل رعاة لا ينامون)‬
                                ‫بالكرز» الصادر عن دار‬
    ‫للراحل فتحي عبد الله‬     ‫«الأدهم» إبان وفاة الشاعر‬
‫(المولود عام ‪ ،7591‬والتي‬
 ‫تنتمي تجربته الشعرية لما‬         ‫الراحل فتحي عبد الله‬
                                 ‫صباح يوم الخميس ‪81‬‬
  ‫تم التعارف على تسميته‬        ‫فبراير ‪ ،1202‬هو ديوانه‬
‫بجيل الثمانينيات الشعري‬          ‫السادس وعمله الأخير‬
                             ‫المنشور‪ ،‬بعد دواوين‪ :‬راعى‬
       ‫الحداثي) باعتبارها‬     ‫المياه‪ -‬هيئة الكتاب ‪،3991‬‬
 ‫شاه ًدا على مرحلة خاصة‬           ‫سعادة متأخرة‪ -‬هيئة‬
                              ‫الكتاب ‪ ،8991‬موسيقيون‬
     ‫بحق وفاتنة‪ ،‬ربما في‬
  ‫سبورة الشعرية العربية‬           ‫لأدوار صغيرة‪ -‬هيئة‬
 ‫المترامية‪ ،‬قوامها الاقتحام‬   ‫قصور الثقافة ‪ ،0002‬أثر‬
   ‫والفتح العارم والشبقي‬     ‫البكاء‪ -‬هيئة قصور الثقافة‬
   ‫لبوابات الخيال المشرعة‬      ‫‪ ،4002‬الرسائل عادة لا‬
  ‫عاد ًة على استحياء‪ ،‬لكنها‬
                                 ‫تذكر الموتى– منشورات‬
      ‫الماكرة العصيَّة طول‬    ‫الدار ‪ .7002‬لكن شاعرنا‬
    ‫الوقت‪ ،‬ورفدها بطاقة‬        ‫الراحل أعلن على صفحته‬
    ‫خلاقة ونهمة للتحليق‬        ‫الشخصية على فيس بوك‬
‫والاقتحام وصو ًل للكشف‬        ‫أنه انتهى من ديوان جديد‬
      ‫والاكتشاف واللمس‬
  ‫والذوق ثم الرشف حتى‬            ‫أطلق عليه اسم (للجبل‬
  ‫الثمالة‪ ،‬مما يضخ الدماء‬         ‫رعاة لا ينامون) وأنه‬
‫الفوارة في عروق الشعرية‬           ‫سيقوم بنشر قصائده‬
  ‫ويضاعف قدرتها بالتالي‬        ‫تبا ًعا‪ ،‬وبالفعل قام بنشر‬
 ‫على قنص أرواح وكيانات‬          ‫سبع قصائد من الديوان‬
 ‫وتواريخ وحيوات رعوية‪:‬‬        ‫المذكور‪ ،‬ثم دخل في أزمته‬
      ‫أعرف أن حبيبتي في‬         ‫الصحية الأخيرة فتوقف‬
                                ‫بالتالي نشر القصائد‪ ،‬ثم‬
                 ‫صحراء‬         ‫وافته المنية للأسف لنفقد‬
    ‫وحولها رعاة يشعلون‬           ‫شاع ًرا حقيقيًّا وإنسا ًنا‬
                              ‫ناد ًرا‪ ..‬واحترا ًزا من تأخر‬
               ‫النيران في‬       ‫ورثة أو أصدقاء الراحل‬
     ‫ملابسها التي تحملها‬      ‫الكريم في نشر قصائد هذا‬
‫فأرفع ذراعي لغيمة قريبة‬       ‫الديوان المخطوط‪ ،‬رأيت أن‬
   ‫وأهرب إلى كهف بعيد‪..‬‬       ‫أنسخ هذه القصائد السبع‬
 ‫وكأنما ارتأت هذه الروح‬        ‫وأن أكتب لها هذه المقدمة‬
‫الشعرية الجسورة أن تعي ُد‬     ‫رغبة في تثبيت وجود هذه‬
    ‫الخلق كلما يبزغ النور‬       ‫القصائد في دفتر الشعر‬
‫على الكون المنظور وصنوه‬        ‫المصري‪ ،‬وكذلك الإشارة‬
   185   186   187   188   189   190   191   192   193   194   195