Page 189 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 189

‫‪187‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

 ‫الله من ش ّدة تعلقه بالف ّن‬                         ‫الهيبيون عليه‬      ‫وموسيقى ناعمة تتر ّدد بين‬
     ‫افلميوقسيصقائّيدهواتلو ّطظوييفلهة‪،‬‬        ‫وقد أخذوا ملابسها‬                  ‫ال ّدولاب والأدراج‬
      ‫انتقل بقصيدة النّثر‬                  ‫وأعطوني قبعة كي أزور‬
                                                                               ‫فيخلع حذاءه ويهبط‬
  ‫من النّثري ِة المُباشرة إلى‬                          ‫الحانة»(‪.)8‬‬           ‫تحفه الفراشات من ك ّل‬
   ‫القصيدة الفنية القائمة‬                ‫في معظم قصائد ال ّديوان لا‬
  ‫على التّشكيل الموسيقي‪،‬‬                  ‫تخلو قصيدة من القصائد‬                              ‫جانب‬
 ‫ليس بالموسيقى الداخلية‬                                                         ‫ال ّساحر وضعني في‬
 ‫وموسيقى النّفس المبدعة‬                    ‫من أسماء فرق موسيقية‬
    ‫فحسب‪ ،‬بل باستعارة‬                      ‫أو آلات أو أسماء مغنين‬                         ‫صندوقه‬
‫أدوات وآليات ورؤى الف ّن‬                    ‫وفنانين عرب وأجانب‪،‬‬            ‫وقرأ على جسدي تعويذة‬
‫الموسيقي الهادف‪ ،‬ومزجه‬                     ‫كما لا تخلو من الاحتفاء‬
   ‫بمرارة التّجربة وطبعه‬                 ‫الجمال ّي بالموسيقي العربية‬            ‫أحفظها منذ ال ّصغر‬
    ‫بماء الهوية‪ ،‬وشعرية‬                                                        ‫وضربني على رأسي‬
    ‫اللّغة‪ ،‬والارتقاء به إلى‬                   ‫المشرقية والأندلسية‬
                                                ‫والموسيقى ال ّشعبية‬                      ‫أ ّيها الفتى‬
     ‫آفاق الحلم وتطلعات‬                      ‫المصرية خاصة‪ ،‬سواء‬                   ‫المطرقة بين يديك‬
 ‫المستقبل‪ ،‬حتّى لا تتحول‬                   ‫كانت من توقيع ال ّطبيعة‬              ‫أنا أحبّك في ال ّصباح‬
‫القصيدة إلى درس ف ّج في‬                   ‫أو الإنسان‪ ،‬أو من توقيع‬
                                         ‫ال ّشاعر نفسه‪ ،‬وهو يمضي‬                      ‫والمساء»(‪.)7‬‬
          ‫الف ّن الموسيقي‪.‬‬                    ‫مترن ًما إلى اللاّنهائي‪:‬‬       ‫كما ترتبط الموسيقى في‬
  ‫لقد انتقل ال ّشاعر فتحي‬                ‫«وأمضي بمحرمة ال ّصوف‬
‫عبد الله في عمله ال ّشعري‬                      ‫التي ورثتها عن أبي‬             ‫قصائده بال ّرومانسية‬
   ‫هذا من تقويض الوزن‬                           ‫وال ّطيور على رأسي‬           ‫الهادئة والحالمة‪ ،‬فتأتي‬
                                           ‫والإيقاع نافذ بالخلاخيل‬      ‫مرتبطة بالحبيبة‪ ،‬معبرة عن‬
        ‫الموسيق ّي إلى بناء‬                                             ‫تقلباتها وأحاسيسها وذوقها‬
     ‫القصيدة ال ّسيمفونية‬                            ‫وال ّطبول»(‪.)9‬‬          ‫الفن ّي ومزاجها وأماكن‬
                                             ‫إ ّن ال ّشاعر فتحي عبد‬
                                                                                ‫زيارتها وتحركاتها‪:‬‬
                                                                             ‫«أقف على بابها ك ّل ليلة‬
                                                                            ‫والأزهار قريبة من يدي‬

                                                                              ‫وأسمع جيتا ًرا يعزف‬

                                                                        ‫الهوامش‪:‬‬

   ‫‪ -1‬رفعت سلام‪ ،‬التكرار العدو الأول للمبدع‪ ،‬حاورته ليندا نصار‪ ،‬موقع ضفة ثالثة‪ 14 ،‬فبراير ‪2020‬م‪.‬‬
    ‫‪ -2‬فتحي عبد الله‪ ،‬جيلي مغضوب عليه وبيضون اعتذر مني‪ ،‬جريدة الدستور‪ ،‬حاوره خالد حماد‪ ،‬يوم‬
                                                                          ‫السبت ‪ 18‬فبراير ‪2021‬م‪.‬‬

‫‪ -3‬حسن لشكر‪ ،‬الرواية العربية والفنون السمعية البصرية‪ :‬مظاهر التفاعل‪ ،‬كتاب مجلة المجلة العربية‪ ،‬عدد‬
                                                                          ‫‪ ،169‬س ‪1431‬هـ‪ ،‬ص‪.75‬‬

‫‪ -4‬فتحي عبد الله‪ ،‬يملأ فمي بالكرز‪ ،‬منشورات دار الأدهم‪ ،‬ط‪ 1‬فبراير ‪ ،2021‬قصيدة رغوة بيضاء‪ ،‬ص‪.5‬‬
                                                       ‫‪ -5‬مصدر نفسه‪ ،‬قصيدة رغوة بيضاء‪ ،‬ص‪.14‬‬
                                                       ‫‪ -6‬مصدر نفسه‪ ،‬قصيدة إيقاع خفيف‪ ،‬ص‪.20‬‬
                                                        ‫‪ -7‬مصدر نفسه‪ ،‬قصيدة زبدة بيضاء‪ ،‬ص‪.13‬‬

                                               ‫‪ -8‬مصدر نفسه‪ ،‬قصيدة يأتي إليها طير أسو ُد‪ ،‬ص‪.17‬‬
                                                    ‫‪ -9‬مصدر نفسه‪ ،‬قصيدة الصائد الأبيض‪ ،‬ص‪.25‬‬
   184   185   186   187   188   189   190   191   192   193   194