Page 8 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 8
العـدد 29 6
مايو ٢٠٢1
فقط ،بل لأولادهم وأحفادهم من بعدهم، تعليماته كما يتصورها ويفهمها ،وأن من
وهم في سبيلهم إلى ذلك يستخدمون كل ما رأى منكم منك ًرا فليغيره بيده ،خرو ًجا على
يتاح لهم من قوة -عضلية أو ذهنية -دون كل الأطر والمؤسسات التي استحدثت لتقوم
أن تردعهم أفكار العدل والمساواة والرحمة بهذا الدور ،لأننا لم نعد نعيش في صحراء
قاحلة مترامية الأطراف لا يلتقي الشخص
والحق ..إلخ ،ودون أن يتعظوا -كذلك- فيها بآخرين إلا لما ًما ،بل في شقق متلاصقة
من حدوث الأوبئة والحروب والفيضانات متراكبة كل منها مائة متر أو أقل أو أكثر،
والزلازل والحرائق ،فهذه الأشياء عارضة في
التاريخ الإنساني ،تجعل المرء يتوقف للحظة وتتشارك في المداخل والمخارج والمنافع،
قبل أن يبدأ العدو مرة أخرى إلى ما لا نهاية. بشكل لا يضمن الحياة إذا ُت ِرك الأمر للقوة
سيزول وباء كورونا حت ًما ،اليوم أو غ ًدا أو
هذا العام أو العام القادم ،بفضل العلماء الذين وحدها.
يحبسون أنفسهم في مختبراتهم لدراسة حين تولَّت القوى الباطشة نفسها أمور الحكم
تركيب الفيروس القاتل وسبل مواجهته ،لا
بفضل الذين يوزعون يقينهم ويقتلون الناس في بعض الدول ارتكبت فظائع ستظل ند ًبا
ويدمرون الحياة بسبب اعتقاداتهم ،لكنه في جبين الإنسانية التي تحاول أن ترتقي
-الوباء -سيذهب إلى صفحات تاريخ الأوبئة وتعلو فوق الخلافات الدينية والمذهبية ،من
بجوار السوابق ،وسيندفع الناس مرة أخرى ذلك مث ًل ما فعله أدولف هتلر حين حكم
إلى الطرقات ،يتزاحمون ويتقاتلون ويغش ألمانيا بحرق اليهود في الأفران ،كذلك حين
بعضهم بع ًضا ،ويجبر واحدهم الآخرين على أعلنت جماعة داعش إماراتها في بعض مناطق
ما لا يريدون بسبب مصلحته الشخصية، العراق وسورية فقتلت الناس على الهوية،
وكذلك ستفعل الدول القوية بالدول الضعيفة، المسلمين المختلفين في المذهب وليس غير
ليظل العالم ماشيًا إلى مزيد من الاحتقان المسلمين فقط ،وحرقتهم وذبحتهم ومثلت
والاستغلال واستخدام القوة المفرطة وتكميم
الأفواه ومصادرة الرأي الآخر وقتل المخالف. بالجثث في مشاهد مروعة لا علاقة لها
بالإنسانية ،والغريب والفظيع أنها فعلت ذلك
لست متشائ ًما ،إنما أحاول قراءة الواقع وفق فتاوى شيوخ ما زلنا نسبغ عليهم ألقا ًبا
بتفاصيله المرعبة!!
مثل شيخ الإسلام وحجة الإسلام ..إلخ.
الأصل -إذن ،فيما أرى -أن الناس يتسابقون
للحصول على أكبر مكاسب ممكنة بالطرق
المشروعة وغير المشروعة ،ليس لأنفسهم