Page 10 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 10
العـدد 29 8
مايو ٢٠٢1
د.أيمن تعيلب
جسارات السرد والواقع الظلى اللقيط..
دراسة في رواية «قاهرة من ضباب»
لسمية الألفي
الرواية تكرس الانشقاق الروحي والعقلي والجسدي عما يحدث في
الخطاب الأيديولوجي الحامل لخطاب الوصاية والاستعلاء والتسخير
والإقصاء لتتوغل عمي ًقا في الطبقات اللاشعورية المجهضة المعتمة
اللابدة في حنايا الذات وطوايا الواقع ومكنونات الثقافة ،فتكشف
وتعري وتفضح دون صراخ ولا جعجعة ،بل من خلال البوح السردي
الدامي الهادئ المنبعث من روح الشخصيات وظلال الحوارات وطبائع
فساد الأزمنة وتلاشي الأمكنة.
اتخذ المظهر السياسي في الرواية شك ًل سرد ًّيا تمثل رواية (قاهرة من ضباب) لسمية الألفي
أيديولوجيًّا جدي ًدا ،فهي لا ترى الواقع من خلال
تحو ًل جماليًّا وتشكيليًّا في عالمها الروائي إذ كتبت
ما يتجلى فيه على السطح بل تراه من خلال ما روايتين منشورتين قبل ذلك وهما (في الحلق
يتخفي ويتواري في الغور السحيق ،فهي لا تري
القهر الجاثم على صدر الحياة من حولها من خلال بحر ميت) ،ورواية (أرجاء بلا عالم) .وتكاد تكون
بنيات ضدية استقطابية كأن يكون فريق الشر في قضية القهر السياسي والاجتماعي والثقافي،
جهة ما في مواجهة فريق الخير على الجهة المقابلة
له ،بل ترى الفريقين كليهما غارقين خلال نسق تجربة القهر والألم والانكسار هي الرؤية السردية
ثقافي سياسي قهري يدمغ الجميع بالقهر الناعم المهمينة على الرواية ،لكن الكاتبة تخطو في روايتها
اللامرئي ،فالجميع منغمر في طوفان القهر والتسلط
والتحلل ،الجميع يشتركون في الخراب الاجتماعي الجديدة خطوات تشكيلية ودلالية واسعة إذ
والسياسي والاقتصادي والأخلاقي المتحدر من تجسد من خلالها رؤيتها السردية منظو ًرا جماليًّا
تطبيق ساسيات القمع والإقصاء وتعزيز الفوارق ومعرفيًّا للتوغل في بنية القهر والألم والصراعات
والاستلابات في الواقع المصري المعاصر إذ يعاني
الطبقية وتعتيم حقيقة الواقع والتنكر للواقع انفجاراته الثقافية وإقصاءاته السياسية وتناقضاته
الاجتماعية العميقة ،لكن الرواية تجسد ذلك كله
من خلال منظور سردي ثقافي جديد ،ومن هنا