Page 151 - b
P. 151
ساجدين /قالوا آمنا برب العالمين /رب موسى وهارون» (الأعراف:
.)122 -117فاتهمهم فرعون بأنهم مكروا ليخرجوا بني إسرائيل
«قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة
لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون» ،ثم أنزل عليهم عقابه «لأقطعن
أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين /قالوا إنا إلى ربنا
منقلبون /وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ
علينا صب ًرا وتوفنا مسلمين» (الأعراف.)126 -123 :
بالرغم من وجود هذه الآية الكبرى أمام الناس ،وأن السحرة
تحملوا العقاب ولم يتراجعوا فيما يبدو أنه قوة إيمان أو تصديق
مطلق (على الرغم من وجود احتمال أنه ساحر أقوى منهم أتى بما
لم يعهدوه ،لكن هذا ليس موضوعنا) ،على الرغم من ذلك فإن بني
إسرائيل لم يكونوا واثقين مما يسوقهم موسى إليه ،ففزعوا حين
رأوا جيش فرعون –من تكملة الإصحاح ( )14سفر الخروج« :-فلما
اقترب فرعون رفع بنو إسرائيل عيونهم ،وإذا المصريون راحلون
وراءهم .ففزعوا ج ًّدا ،وصرخ بنو إسرائيل إلى الرب /.وقالوا
لموسى« :هل لأنه ليست قبور في مصر أخذتنا لنموت في البرية؟
ماذا صنعت بنا حتى أخرجتنا من مصر؟ /أليس هذا هو الكلام الذي
كلمناك به في مصر قائلين :كف عنا فنخدم المصريين؟ لأنه خير لنا
أن نخدم المصريين من أن نموت في البرية» /.فقال موسى للشعب:
«لا تخافوا .قفوا وانظروا خلاص الرب الذي يصنعه لكم اليوم .فإنه
كما رأيتم المصريين اليوم ،لا تعودون ترونهم أي ًضا إلى الأبد /.الرب
يقاتل عنكم وأنتم تصمتون».
وهنا يأتي تدخل الرب لإكمال خطته ،أو خديعته الحربية« :فقال
الرب لموسى« :ما لك تصرخ إل َّي؟ (لاحظ انبساط الحوار بين موسى
والرب!) قل لبني إسرائيل أن يرحلوا /.وارفع أنت عصاك ومد يدك
على البحر وشقه ،فيدخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليابسة/.
151