Page 150 - b
P. 150

‫الإصحاح (‪ ،)14‬فالقصة تبدأ بخدعة حربية أملاها (الرب) على‬
‫موسى «وكلم الرب موسى قائ ًل‪« /:‬كلم بني إسرائيل أن يرجعوا‬
‫وينزلوا أمام فم الحيروث بين مجدل والبحر‪ ،‬أمام بعل صفون‪.‬‬
‫مقابله تنزلون عند البحر‪ /.‬فيقول فرعون عن بني إسرائيل‪ :‬هم‬
‫مرتبكون في الأرض‪ .‬قد استغلق عليهم القفر‪ /.‬وأشدد قلب فرعون‬
‫حتى يسعى وراءهم‪ ،‬فأتمجد بفرعون وبجميع جيشه‪ ،‬ويعرف‬

                                      ‫المصريون أني أنا الرب”‪.‬‬
                                               ‫ففعلوا هكذا‪.‬‬

‫“فلما أخبر ملك مصر أن الشعب قد هرب‪ ،‬تغير قلب فرعون‬
‫وعبيده على الشعب‪ .‬فقالوا‪“ :‬ماذا فعلنا حتى أطلقنا إسرائيل من‬
‫خدمتنا؟”‪ /‬فشد مركبته وأخذ قومه معه‪ /.‬وأخذ ست مئة مركبة‬
‫منتخبة وسائر مركبات مصر وجنو ًدا مركبية على جميعها‪ /.‬وشدد‬
‫الرب قلب فرعون ملك مصر حتى سعى وراء بني إسرائيل‪ ،‬وبنو‬
‫إسرائيل خارجون بيد رفيعة‪ /.‬فسعى المصريون وراءهم وأدركوهم‪.‬‬
‫جميع خيل مركبات فرعون وفرسانه وجيشه‪ ،‬وهم نازلون عند‬

                      ‫البحر عند فم الحيروث‪ ،‬أمام بعل صفون»‪.‬‬
‫هذه القصة من المفترض أنها تأتي بعد (معجزة) الحبل الذي‬
‫يتحول إلى حية تسعى‪ ،‬لأن موسى مرسل من عند الله لكي يخلص‬
‫شعب بني إسرائيل من ظلم فرعون والمصريين الذين اتخذوهم‬
‫خد ًما ويخرجهم من مصر‪ .‬في قصة الحية رأى السحرة الفرق‬
‫بين (سحر العيون) الذي يمارسونه وبين تحول الحبل إلى حية‬
‫حقيقية «فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر‬
‫عظيم» (الأعراف‪ ،)116 :‬فأدركوا –حسب السرديات الدينية المختلفة‬
‫التي لا يهمنا استعراضها هنا‪ -‬أن ما فعله موسى (أو موشا) هو‬
‫معجزة حقيقية‪ ،‬فآمنوا به أمام الناس جمي ًعا‪« :‬فوقع الحق وبطل‬
‫ما كانوا يعملون‪ /‬فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين‪ /‬وألقي السحرة‬

                            ‫‪150‬‬
   145   146   147   148   149   150   151   152   153   154   155