Page 146 - b
P. 146

‫تدارءوا في شيء أ َّخروه‪ .‬وهذه الرواية لها أكثر من طريق»‪.‬‬
‫كما ليس صحي ًحا بالكامل أن اللجنة كان مهمتها فقط نسخ‬
‫الصحف التي سبق جمعها في عهد أبي بكر‪ ،‬ففي المصدر السابق‬
‫نفسه ص‪ 210 /209‬ثمة دليل على أن عثمان أعاد جمع الصحائف‬
‫من جديد‪ ،‬وأنه استعان بسعيد بن العاص وزيد بن ثابت فقط للنسخ‪:‬‬
‫حدثنا عبد الله‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا يحيى يعني ابن يعلي بن الحارث‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أُبي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا‬
‫غيلان‪ ،‬عن أبي إسحاق‪ ،‬عن مصعب بن سعد‪ ،‬قال‪ :‬سمع عثمان‬
‫قراءة أُبي وعبد الله ومعاذ‪ ،‬فخطب الناس‪ ،‬ثم قال‪ :‬إنما قبض نبيكم‬
‫منذ خمسة عشر سنة‪ ،‬وقد اختلفتم في القرآن‪ ،‬عزمت على من عنده‬
‫شيء من القرآن سمعه من رسول الله لما أتاني به‪ .‬فجعل الرجل‬
‫يأتيه باللوح‪ ،‬والكتف والعسب فيه الكتاب‪ ،‬فمن أتاه بشيء‪ ،‬قال‪ :‬أنت‬
‫سمعت من رسول الله؟ ثم قال‪ :‬أي الناس أفصح؟ قالوا‪ :‬سعيد بن‬
‫العاص‪ ،‬ثم قال‪ :‬أي الناس أكتب؟ قالوا‪ :‬زيد بن ثابت‪ ،‬قال‪ :‬فليكتب‬

                                             ‫زيد وليمل سعيد‪.‬‬
‫“سعيد” الذي قصده عثمان بن عفان هو سعيد بن العاص بن‬
‫سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي‪ ،‬وهو أفصح الناس‬
‫كما ذكر في الرواية السابقة‪ ..‬وزيد هو زيد بن ثابت بن الضحاك‬
‫الأنصاري وهو (أكتب الناس)‪ ،‬وهذه رواية تناقض ما ورد في كتاب‬
‫المصاحف (ص‪– )230‬سبق ذكره‪ -‬يقول‪“ :‬عن الزبير بن خريت‪،‬‬
‫عن عكرمة الطائي‪ ،‬قال‪ :‬لما أتى عثمان رضي الله عنه بالمصحف رأى‬
‫فيه شيئًا من لحن‪ ،‬فقال‪ :‬لو كان المُ ْم ِل من هذيل‪ ،‬والكاتب من ثقيف‪،‬‬
‫لم يوجد فيه هذا”‪ .‬وهو يعني أن أي شخص من هذيل أفصح من‬
‫سعيد‪ ،‬وأي شخص من ثقيف أكتب من زيد! وهكذا ترى أن الروايات‬

                         ‫تناقض بعضها حتى لا تعلم أيها أصح‪.‬‬
‫الرواية السابقة تقول إن لجنة عثمان لم تكن مهمتها النسخ‬

                            ‫‪146‬‬
   141   142   143   144   145   146   147   148   149   150   151