Page 143 - b
P. 143

‫جز ًءا منه على الأقل لم يكن مكتو ًبا‪.‬‬
‫‪ -2‬أن الحاجة إلى جمع القرآن نشأت من وجود خطر موت‬
‫ال ُح َّفاظ في حرب اليمامة‪ ،‬وطب ًعا لو كان مكتو ًبا ومجمو ًعا عند النبي‬
‫لم يكن هذا الخطر سيظهر‪ ،‬لكن يظل الاستفهام ماث ًل حول‪ :‬هل مات‬
‫أحد من ال ُح َّفاظ بالفعل دون أخذ ما عنده؟ وما هي الضمانة لعدم‬

                                                  ‫حدوث ذلك؟‬
‫‪ -3‬تعرضت ساب ًقا لأن وجود آيات ضائعة استكملها زيد‬
‫ووضعها في موضعها‪ ،‬يفتح الباب أمام (احتمال) ضياع أخرى لم‬
‫يتذكرها‪ ،‬فـ(زيد) بشر في النهاية مهما كان خار ًقا! طب ًعا بصرف‬

          ‫النظر عن التضارب في الأحاديث الذي عرضت له ساب ًقا‪.‬‬
‫‪ -4‬أن الرسول لم يكن يمتلك نسخة كاملة من القرآن فقط‪ ،‬بل‬
‫إنه لم يأمر بجمع القرآن يو ًما‪ ،‬والأهم أن صحابته لم يكونوا يفكرون‬
‫بالأمر‪ ،‬لدرجة أن أبا بكر وزيد اعتبرا مجرد التفكير في ذلك افتآ ًتا على‬

            ‫رسول الله والإقدام على فعل لم يفعله ولم يأمر بفعله‪.‬‬
‫‪ -5‬أن استثقال زيد للمهمة يشي بأن الآيات متفرقة بشكل‬
‫يستلزم جه ًدا خار ًقا لجمعها‪“ :‬لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان‬

                                       ‫أثقل عليَّ مما أمرني به”‪.‬‬
                                              ‫الجمع الثاني‪:‬‬

‫الجمع الثاني‪ ،‬أو المرحلة الثانية‪ ،‬أو النسح –س ِّمه ما شئت‪ -‬تم‬
‫في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان (‪ 47‬ق‪.‬هـ‪ 35 -‬هـ‪-576 /‬‬
‫‪656‬م)‪ ،‬الذي حكم من (‪35 -23‬هـ)‪ ،‬والقصة واردة في صحيح‬
‫البخاري أي ًضا‪ ،‬كتاب فضائل القرآن‪ ،‬باب جمع القرآن (‪:)1908‬‬
‫حدثنا موسى حدثنا إبراهيم حدثنا ابن شهاب‪ ،‬أن أنس بن مالك‬
‫حدثه‪ ،‬أن حذيفة بن اليمان َق ِد َم على عثمان وكان يغازي أهل الشام‬
‫في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق‪ ،‬فأفزع حذيفة اختلافهم‬
‫في القراءة‪ ،‬فقال حذيفة لعثمان‪ :‬يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة‬

                             ‫‪143‬‬
   138   139   140   141   142   143   144   145   146   147   148