Page 145 - b
P. 145
أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق ،ما لحظ اختلاف القراءة ،وبالتالي
لم يكن القرآن سينسخ ،أو –على الأقل -كان سيتأخر إلى صدفة
أخرى ،قد تأتي وقد لا تأتي.
-3أن عثمان ك َّون لجنة للنسخ ،وأوصاهم إن اختلفوا أن
ينسخوا بلهجة قريش ،ولم يكن مفهو ًما ولا مستسا ًغا أن يختلفوا
في (النسخ) ،فالناسخ ناقل وليس ُم ْن ِشئًا ،إلا لو أن اللجنة أُعطيت
صلاحية (مراجعة) المجموع مرة أخرى ،وهو ما يعني أن ثمة جم ًعا
آخر.
-4أن حديث الآية الضائعة الذي ورد عن زيد بن ثابت تكرر
أثناء النسخ كما قيل بالضبط أثناء الجمع الأول ،وهو ما يشير إلى أن
الروايات ليست دقيقة ،وأنها تخلط الأمور بحكم أنها ُد ِّونت متأخ ًرا،
وهذه طبائع الأمور ،عكس ما يريد المتدينون أن يقنعونا به من أن
التدوين كان صار ًما وبه استيثاق من الرواية والرواة ..إلخ.
لجنة عثمان:
في الحديث السابق الوارد في صحيح البخاري (ُ )1908ذ ِك َر أن
عثمان بن عفان ش َّكل لجنة من أربعة لنسخ القرآن هم :زيد بن ثابت
وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن
هشام.
لكن ثمة روايات أخرى تج ُّب رواية البخاري ،فاللجنة لم تكن من
أربعة رجال فقط ،بل اثني عشر رج ًل ،على رواية ابن أبي داود في
كتاب المصاحف ،حيث يقول ص« :214 /213حدثنا عبد الله ،قال:
حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد ،قال :حدثنا أبو بكر ،قال :حدثنا
هشام بن حسان ،عن محمد بن سيرين ،عن ُكثير بن أفلح ،قال :لما
أراد عثمان أن يكتب المصاحف ،جمع له اثني عشر رج ًل من قريش
والأنصار ،فيهم أُ َب ُّي بن كعب ،وزيد بن ثابت ،قال :فبعثوا إلى الربعة
التي في بيت عمر ،فجيء بها ،قال :وكان عثمان يتعاهدهم ،فكانوا إذا
145