Page 149 - b
P. 149
الفصل الثامن
معجزات الأنبياء..
بين الحقائق المادية وإعادة إنتاج الأساطير!
الديانات الإبراهيمية الثلاث ارتبطت بـ»معجزات» يقال إن الله
اختص بها أنبياءه ليصدقهم الناس ،ويؤمنون بأنهم مرسلون من
عند الله برسالا ٍت منه وكت ٍب تحتوي أوام َر ونواه َي ومواعظ ،وقد
ُس ِّجلت هذه المعجزات –أو بعضها -في الكتب السماوية نفسها ،التي
من المفروض أن الله (أو ألوهيم ،يهوه ،أ َّبا ،زيوس) قد كتبها بنفسه.
في هذا الفصل سوف أناقش بعض هذه المعجزات كما وردت في
الكتب والنصوص المقدسة ،مستن ًدا إلى قاعدة أن (الخالق العظيم كلي
القدرة) لا يمكن أن يرسل ما يرفضه العقل ،لأن العقل في الأديان هو
مناط التكليف ،والناس س ُيسألون يوم القيامة لأنهم عاقلون ،بخلاف
الكائنات غير العاقلة التي لا حساب لها.
بداية فإن تعريف كلمة «المعجزة» في معجم المعاني الجامع ،معجم
عربي عربي ،هو :أمر خارق للعادة يظهره الله على يد نبي تأيي ًدا
لنبوته ،المعجزة :ما يعجز الإنسان عن عمله .هي –إذن -أمر خارق
غير معتاد ،لا يستطيع الإنسان العادي الإتيان به ،يمنحه الخالق
للنبي الذي يرسله لكي يصدقه الناس الذين أُرسل إليهم .والمعجزات
في الأديان كثيرة ،لكنني سأتوقف أمام معجزات ثلاث ،معجزة في كل
ديانة :شق البحر بالعصا في اليهودية ،إحياء الموتى وشفاء المرضى
في المسيحية ،والإسراء والمعراج في الإسلام.
شق البحر في اليهودية
معجزة شق البحر وردت كاملة ،وبالتفصيل ،في سفر الخروج،
149