Page 140 - b
P. 140

‫الله الشنقيطي على النحو الآتي‪ :‬د‪.‬مصطفى زيد (‪ )293‬آية‪ ،‬ابن‬
‫الجوزي (‪ ،)247‬السكري (‪ ،)218‬ابن حزم (‪ ،)214‬ابن سلامة‬
‫(‪ ،)213‬الأجهوري (‪ ،)213‬ابن بركات (‪ ،)210‬مكي بن أبي طالب‬
‫(‪ ،)200‬النحاس (‪ ،)134‬عبد القاهر (‪ ،)66‬محمد عبد العظيم‬
‫الزرقاني (‪ ،)22‬السيوطي (‪ ،)20‬الدهلوي (‪( .)5‬بحث للدكتور عبد‬

                         ‫الرحمن الشهري‪ ،‬ملتقى أهل التفسير)‪.‬‬
‫هذا التباين الكبير في عدد الآيات المنسوخة‪ ،‬من (‪ )5 :293‬يقول إن‬
‫الاختلاف حول (علمية) الموضوع وإحكامه هو الأصل وليس العكس‪،‬‬
‫ونحن هنا نتحدث عن النسخ في القرآن فقط‪ ،‬وهو –من المفترض‪-‬‬
‫أكثر إحكا ًما وصدقية من الأحاديث‪ ،‬فماذا لو دخلنا باب الاختلاف في‬
‫(نسخ) الحديث بالحديث ونسخ الحديث بالقرآن والقرآن بالحديث؟‬
‫ثم‪ :‬كيف يمكن للمؤمن أن يطمئن لنسخ آية بحديث‪ ،‬وكتب الأحاديث‬
‫ثم تدوينها بعد وفاة النبي بمائتي عام‪ ،‬وفيها الكثير من الضعف‬
‫والدس والانقطاع‪ ..‬باعتراف المتقدمين والمتأخرين؟ والأهم‪ :‬كيف‬
‫يطلقون عليه لفظ (علم)؟ العلم يحيل إلى الإحكام واليقين‪ ،‬بينما باب‬

             ‫الناسخ والمنسوخ ليس به إحكام ولا يقين ولا اتفاق!‬

                      ‫جمع القرآن‬
‫عنوان «جمع القرآن» في ذاته –عقليًّا ومنطقيًّا‪ -‬يعني أنه لم يكن‬
‫موجو ًدا في مكان واحد من أول إلى آخر آية‪ ،‬فالجمع مضاد التشتت‪،‬‬
‫كما أنه لم يكن مكتو ًبا كله‪ ،‬بدليل أن أبا بكر (‪634 -573‬م) حين‬
‫أمر بجمعه‪ ،‬قال (من الرقاع والصدور)‪ ،‬أي أن بعضه كان مكتو ًبا‬
‫وبعضه كان محفو ًظا‪ ،‬وال ُح َّفاظ قليلون‪ ،‬كما أن بعضهم مات في‬
‫حرب اليمامة‪ ،‬أو حرب الردة كما س َّموها بينما هي «حرب الزكاة» أو‬

                             ‫«حرب ال ُحكم»‪ ،‬لكن هذا شأ ٌن آخر‪.‬‬
‫و(الجم ُع) ينفي –كذلك‪ -‬أن النبي كان (يعرض) –مع حمولة الفعل‬

                            ‫‪140‬‬
   135   136   137   138   139   140   141   142   143   144   145