Page 135 - b
P. 135

‫بينما نجد عكس ذلك الحكم في حديث آخر‪ :‬ففي صحيح النسائي‪،‬‬
‫الصفحة أو الرقم (‪ )165‬عن طلق بن علي الحنفي‪« :‬خرجنا وف ًدا حتى‬
‫قدمنا على رسول الله فبايعناه وصلينا معه‪ ،‬فلما قضى الصلاة جاء‬
‫رجل كأنه بدوي فقال يا رسول الله ما ترى في رجل مس ذكره في‬
‫الصلاة؟ قال‪ :‬وهل هو إلا مضغة منك أو بضعة منك؟»‪ .‬صححه‬
‫الألباني‪ .‬وفي مجمع الزوائد للعيثمي‪ ،‬ج‪ 1‬ص‪( 244‬باب فيمن م َّس‬
‫فرجه)‪“ :‬عن سيف بن عبد الله الحميري‪ ،‬قال‪ :‬دخل ُت أنا ورجال‬
‫معي على عائشة فسألناها عن الرجل يمسح فرجه‪ ،‬فقالت‪ :‬سمعت‬
‫رسول الله يقول‪ :‬ما أبالي إياه مسست أو أنفي‪ .‬رواه أبو يعلى من‬
‫رواية رجل من أهل اليمامة عن حسين بن دفاع عن أبيه عن سيف»‪.‬‬
‫مثال آخر على التعارض بين الأحاديث في موضوع الحجامة‪ ،‬ورد‬
‫في سنن أبي داود‪ -‬كتاب الصوم باب في الصائم يحتجم (‪:)2369‬‬
‫«عن شداد بن أوس‪ ،‬أن رسول الله أتى على رجل بالبقيع‪ ،‬وهو‬
‫يحتجم‪ ،‬وهو آخذ بيدي لثمان عشرة خلت من رمضان‪ ،‬فقال‪( :‬أفطر‬
‫الحاجم والمحجوم)»‪ .‬وفي سنن أبي داود أي ًضا‪ ،‬كتاب الصوم باب‬
‫في الرخصة في ذلك (‪« :)2374‬عن عبد الرحمن بن أبي ليلى‪ ،‬حدثني‬
‫رجل‪ ،‬من أصحاب النبي‪« ،‬أن رسول الله نهى عن الحجامة والمواصلة‬
‫ولم يحرمهما إبقاء على أصحابه‪ .‬فقيل له‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬إنك تواصل‬
‫إلى السحر‪ ،‬فقال‪ :‬إني أواصل إلى السحر‪ ،‬وربي يطعمني ويسقيني»‪.‬‬

               ‫(المواصلة هي مواصلة صيام الليل بصيام النهار)‪.‬‬
‫بينما في صحيح البخاري‪ -‬كتاب الصوم باب الحجامة والقيء‬
‫للصائم (‪ :)1938‬عن ابن عباس رضي الله عنهما‪« :‬أن النبي صلى‬

         ‫الله عليه وسلم احتجم وهو محرم‪ ،‬واحتجم وهو صائم»‪.‬‬
‫وهناك أمثلة أخرى كثيرة يضيق المجال عنها‪ ،‬وليس في هدف هذه‬

                  ‫الكتابة حصرها‪ ،‬وإنما الإتيان بأمثلة منها فقط‪.‬‬
                          ‫‪ -3‬التضاد بين القرآن والأحاديث‪:‬‬

                             ‫‪135‬‬
   130   131   132   133   134   135   136   137   138   139   140