Page 134 - b
P. 134

‫يكتبون عنه أقواله ويسجلون عليه أفعاله كره ذلك صراحة ونهاهم‬
‫عنه‪ ،‬ففي صحيح مسلم (‪ ،)2004‬وابن ماجه (‪ )37‬مختص ًرا‪،‬‬
‫وأحمد (‪ )11092‬واللفظ له‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري‪ :‬كنا قعو ًدا نكتب‬
‫ما نسمع من النبي فخرج علينا‪ ،‬فقال‪« :‬ما هذا تكتبون؟ «فقلنا‪ :‬ما‬
‫نسمع منك‪ ،‬فقال‪« :‬أكتاب مع كتاب الله؟» فقلنا‪ :‬ما نسمع‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫«أكتاب غير كتاب الله‪ ،‬امحضوا كتاب الله‪ ،‬وأخلصوه»‪ ،‬قال‪ :‬فجمعنا‬
‫ما كتبنا في صعيد واحد‪ ،‬ثم أحرقناه بالنار‪ ،‬قلنا‪ :‬أي رسول الله‪،‬‬
‫أنتحدث عنك؟ قال‪« :‬نعم‪ ،‬تحدثوا عني ولا حرج‪ ،‬ومن كذب عليَّ‬
‫متعم ًدا فليتبوأ مقعده من النار»‪ ،‬قال‪ :‬فقلنا‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬أنتحدث‬
‫عن بني إسرائيل؟ قال‪« :‬نعم‪ ،‬تحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج؛‬

      ‫فإنكم لا تحدثون عنهم بشيء إلا وقد كان فيهم أعجب منه»‪.‬‬
‫وفي مسند أحمد من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله‬
‫قال‪ :‬لا تكتبوا عني‪ ،‬ومن كتب عني غير القرآن فليمحه‪ ،‬وح ِّدثوا عني‬
‫ولا حرج‪ ،‬ومن كذب عليَّ ‪-‬قال همام‪ :‬أحسبه قال‪ :‬متعم ًدا‪ -‬فليتبوأ‬
‫مقعده من النار‪ .‬وأخرج الترمزي بسنده من حديث أبي سعيد‬
‫الخدري ‪-‬أي ًضا‪ -‬قال‪ :‬استأذ َّنا النبي صلى الله عليه وسلم في الكتاب‬

                                                 ‫فلم يأذن لنا»‪.‬‬
‫لو تجاوزنا عن ذلك فسنجد أن ثمة تعار ًضا باد ًيا بين كثير‬
‫من الأحاديث‪ ،‬مثال ذلك في الموطأ والسنن حديث الصحابية بسرة‬
‫بنت صفوان‪« :‬من م َّس َذ َك َر ُه فلا يصلي حتى يتوضأ»‪ .‬صحيح على‬
‫شرط البخاري‪ ،‬وصححه الترمذي والدارقطني وابن معين والبيهقي‬
‫والحازمي وابن حبان والحاكم‪ ،‬وع َّده السيوطي من الأحاديث‬
‫المتواترة‪ .‬وأخرج ابن حبان في صحيحه (‪ :)401 /3‬عن أبي هريرة‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله‪“ :‬إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه وليس بينهما‬
‫ستر ولا حجاب‪ ،‬فليتوضأ”‪ ،‬وعن أم حبيبة قالت‪ :‬سمعت رسول الله‬

        ‫يقول‪“ :‬من م َّس فرجه فليتوضأ”‪ ،‬رواه ابن ماجه والأثرم‪.‬‬

                            ‫‪134‬‬
   129   130   131   132   133   134   135   136   137   138   139