Page 206 - m
P. 206

‫العـدد ‪57‬‬          ‫‪204‬‬

‫سبتمبر ‪٢٠٢3‬‬     ‫استخدام ألفاظ سوقية أو‬
              ‫بذيئة مع التحريف المقصود‬
               ‫في هجائها‪ ،‬ومن ذلك كلمة‬
              ‫"خراء" (نيلة) التي تكررت‬
             ‫في المسرحية حوالي ‪ 33‬مرة‪.‬‬
               ‫وهكذا يبلغ تحريف الواقع‬
               ‫مداه وصو ًل إلى حالة تامة‬

                  ‫من العبث في المعنى وفي‬
             ‫الدلالة وفي الدور الذي تلعبه‬

                ‫المسرحية‪ ،‬بين المتوقع من‬
                 ‫عمل مسرحي ينتمي إلى‬

               ‫أقصى نهاية القرن التاسع‬
              ‫عشر‪ ،‬وبين واقع هذا العمل‬
               ‫كما قدم وصدم الناس(‪.)33‬‬
              ‫ويبقى أن الأسلوب الهازئ‪،‬‬

                ‫والواصل إلى حد التهريج‬
                   ‫القاسي‪ ،‬الذي صاغ به‬

              ‫ألفريد جاري هذه المسرحية‬
                  ‫"الرؤيوية"‪ ،‬كان فاع ًل‪.‬‬

              ‫وقد قدمت "أوبو مل ًكا" على‬
             ‫المسرح بتمثيل حقيقي لا من‬
             ‫طريق الدمى‪ ،‬ولكن توجيهات‬
             ‫الإخراج أكدت على أن يتحرك‬
               ‫الممثلون على الخشبة كأنهم‬

                   ‫عرائس تحركها خيوط‬
                ‫خفيفة‪ ،‬كتلك الخيوط التي‬

                   ‫تحرك عرائس المسرح‪.‬‬
             ‫وصارت تعتبر رم ًزا للطغاة‪،‬‬
              ‫الجشعين الجبناء‪ ،‬من الذين‬

                ‫ستملأ "مآثرهم" الدموية‬
                 ‫قرننا العشرين بعد ذلك‪.‬‬

                    ‫خاتمة‬

                   ‫إن أحد أهم الإشكالات‬
                  ‫الإجرائية التي يواجهها‬
                 ‫الناقد الفني عند شروعه‬
                ‫في تحليل عمل فني (أدبي‬
                ‫أو تشكيلي أو موسيقي أو‬
                ‫درامي) هو اضطراره إلى‬
   201   202   203   204   205   206   207   208   209   210   211