Page 235 - m
P. 235
الملف الثقـافي 2 3 3المسرح الملحمي وتفاعل المتلقي مع العرض المسرحي) يقوم بالنيابة نظرية المسرح
عنهم بالانتصار على الظالمين الملحمي
سارة الإسكافي
وإقرار العدل بين الناس، حتى انتهاء الحرب العالمية
وتذويب الفوارق ..إلخ ،مما
الأولى عام ،1918كانت
يجعل الجمهور يتعاطف الأفكار التي وضعها أرسطو
معه ،وينفعل بأدائه كأنه
يحدث في الواقع ،ثم يصفق هي السائدة في صناعة
المسرحية ،كتاب ًة وإخرا ًجا
له بحرارة حين يقتل وتمثي ًل ،وتقوم فكرته على
خصمه المستبد أو يسجنه، هدف الارتقاء بالمتفرج من
ثم يخرج -الجمهور -من خلال التفاعل العاطفي مع
الصالة مرتا ًحا كأنه انتصر ما يشاهد ،وهي عملية أطلق
على ظالميه بالفعل ،وبالتالي عليها أرسطو اسم التطهير،
يحتاج إلى وقت ليتم شحنه
أو التنفيس الوجداني
ضد الظالمين مرة أخرى، (بالإنجليزية،Catharsis :
ويفرغ طاقته الجديدة وتعني تنقية ،أو تطهير ،أو
بالتصفيق الحار للبطل تنفيس) ،في سياق فلسفة
الجديد ..وهكذا.
«المسرح الملحمي» الذي أرسطو إلى التنفيس عن
أرسى دعائمه برتولد العواطف وتهذيبها (لا
سيما عاطفتي الشفقة
بريخت على النقيض من والخوف) ،عن طريق الفن
المسرح الأرسطي ،فيبغي أو أي تغيير حاد في العاطفة
يؤول إلى تطهير النفس من
-حسب قواعده -أن العواطف الزائدة وتجددها
يقود المشاهد إلى رؤية وإصلاحهاُ .ذكر مصطلح
بعيدة ونقدية للأحداث التطهير مجا ًزا في كتاب فن
على المسرح ،وهدفه ليس الشعر لأرسطو الذي قارن
التعاطف أو إثارة المشاعر، فيه تأثير المأساة في عقل
بل حفز التفكير والرؤى المتفرج بتأثير التطهير في
النقدية الاجتماعية ..بمعنى
أن «المسرح الملحمي» لا الجسد.
يستهدف تطهير نفس
المشاهد وإشعاره بأنه ضد مسرح التطهير
فعل ما يجب عليه فعله الأرسطي
ويستريح ،بل شحنه
بشحنات إضافية ضد الظلم مسرح أرسطو-إذن -كان
-كما يراه ُصنَّاع العرض- يهدف إلى تفريغ طاقة
بحيث يخرج من القاعة الغضب لدى جماهير
أكثر نقمة على المستبدين، المسرح ،بإيهامهم أن
ومستع ًدا للمشاركة في عمل (البطل /بطل العرض
(واقعي لا فني فقط) للتغيير