Page 232 - m
P. 232

‫العـدد ‪57‬‬                             ‫‪230‬‬

                                  ‫سبتمبر ‪٢٠٢3‬‬                       ‫وجود إعداد مسبق واتفاق‬
                                                                      ‫مع الجمهور حتى لا تتم‬
   ‫صامتة عن هذا الموضوع‬            ‫بوال للصورة لأنها تعد لغة‬         ‫المغامرة مع أشخاص غير‬
          ‫ليتأملها الآخرون‪.‬‬            ‫أيقونية تستطيع إيصال‬         ‫معروف توجههم ولن يتم‬
                                     ‫المعاني عن طريق الإيماء‪.‬‬          ‫السيطرة على أفكارهم‪.‬‬
‫وأخي ًرا فإن التقنية الخامسة‬         ‫وقد أطلق بوال في البداية‬           ‫أما التقنية الثالثة وهي‬
      ‫هي مسرح التشريع‪،‬‬                                               ‫مسرح الجريدة فتتشكل‬
                                   ‫على هذه التقنية اسم مسرح‬
    ‫كان بوال يعتقد أن البعد‬         ‫الحركة الثابتة‪ ،‬ثم أضيفت‬       ‫من مجموعة تقنيات بسيطة‬
  ‫السياسي في المسرح يرتبط‬          ‫حركات أخرى‪ ،‬ثم الكلمات‪.‬‬            ‫تساعد على تحويل المواد‬
  ‫بنوعية العلاقة التي يخلقها‬      ‫وفي عروض مسرح الصورة‬                ‫الإخبارية اليومية‪ ،‬أو أي‬
  ‫مع المتلقي‪ ،‬فكل النشاطات‬         ‫قد يقترح الجوكر أن يتطوع‬           ‫مواد أخرى ذات الطبيعة‬
‫الإنسانية هي سياسية بشكل‬          ‫خمسة أفراد فما فوق لتقديم‬
  ‫ما‪ ،‬وكل مسرح هو مسرح‬              ‫صورة مرئية عن موضوع‬             ‫غير الدرامية إلى مشاهدات‬
                                    ‫مختار ساب ًقا‪ ،‬لكن كل فرد‬         ‫مسرحية‪ .‬حيث يتم نزع‬
        ‫سياسي بالضرورة‪.‬‬                                             ‫الخبر عن سياقه و ُيعرض‬
       ‫فبوال منذ شبابه كان‬             ‫على حده حتى لا يحدث‬            ‫بأساليب جديدة تتضمن‬
  ‫يسار ًّيا ثور ًّيا‪ ،‬وبعد تجربة‬    ‫التأثر والتأثير بين الأفراد‪.‬‬      ‫رؤية موضوعية للوقائع‬
    ‫سجنه الأليمة ونفيه قرر‬          ‫ثم يسأل الجوكر الجمهور‬            ‫والأحداث‪ .‬فقد كان ُيقرأ‬
    ‫مزج السياسة بالفن‪ .‬لذا‬           ‫الحاضر إن كانت لدى أي‬           ‫الخبر على إيقاع موسيقى‬
 ‫ليس من الغريب أن تتواجد‬           ‫منهم صورة أخرى مختلفة‬
  ‫في منهجه هذه التقنية بهذا‬                                        ‫مفارقة بهدف السخرية من‬
‫الاسم‪ ،‬فمسرحه ككل مسرح‬               ‫عن الصور التي عرضت‪،‬‬              ‫الحدث المقصود أو نقده‪،‬‬
‫ثوري بشكل خالص‪ ..‬مسرح‬               ‫وبتقديم صورهم الخاصة‬             ‫أو يتم قراءة خبر في جهة‬

                     ‫تغيير‪.‬‬              ‫يولد العرض بمسرح‬          ‫وفي ذات الوقت تحدث لعبه‬
     ‫يعتبر هذا المسرح مثا ًل‬       ‫الصورة‪ .‬وقد يقوم الجوكر‬         ‫بالحركات في الجهة الأخرى‬
‫بار ًزا على التلاقي الفعال بين‬
    ‫المسرح والسياسة‪ ،‬وعلى‬              ‫أي ًضا بتشكيل دائرة ثم‬        ‫بأسلوب مفارق وساخر‪،‬‬
   ‫قدرة المسرح الذي ابتكره‬        ‫يقترح موضو ًعا‪ ،‬ثم يبدأ كل‬          ‫حيث قد يتم لعب أشياء‬
                                  ‫فرد في الدائرة بتقديم صورة‬      ‫مناقضة لما جاء في الخبر على‬
                                                                     ‫سبيل الفضح والسخرية‪.‬‬
                                                                    ‫وبالانتقال إلى تقنية أخرى‬
                                                                     ‫من تقنيات بوال الخمس‪،‬‬
                                                                  ‫نتوقف أمام مسرح الصورة‬
                                                                     ‫وهي تقنية خاصة باللغة‪،‬‬
                                                                      ‫حيث رأى بوال أن اللغة‬
                                                                      ‫أحيا ًنا تتحول إلى وسيلة‬
                                                                  ‫لعدم التواصل وسوء الفهم‪،‬‬
                                                                   ‫وهي نتيجة قد توصل إليها‬

                                                                            ‫العبثيون من قبل‪.‬‬
                                                                    ‫ففي اللهجات العربية مث ًل‬
                                                                   ‫هناك كلمات تختلف دلالتها‬
                                                                  ‫من بلد عربي لبلد آخر‪ .‬فلجأ‬
   227   228   229   230   231   232   233   234   235   236   237