Page 201 - m
P. 201

‫‪199‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

    ‫متنوعة منها ما هو داخل‬          ‫ومن الجدير بالذكر أن‬            ‫أهمية هذا الكتاب الملحمي‬
 ‫في حيز الإبداع الروائي مثل‬        ‫العقيقي خلال إقامته في‬        ‫الموسوعي عن المستشرقين‪،‬‬
  ‫قصة (تجفيف المستنقعات)‬         ‫مصر واصل رحلة التعلم‪،‬‬
                                    ‫وفي ظل سنوات الحرب‬              ‫الذي قام به مؤلف واحد‬
    ‫المطبوعة في القاهرة سنة‬     ‫العالمية الثانية التحق كطالب‬           ‫باذ ًل فيه جه ًدا ضخ ًما‬
 ‫‪ ،1939‬وتوصف بأنها قصة‬            ‫مستمع بقسمي الاقتصاد‬
                                     ‫السياسي والفلسفة في‬           ‫ُيضارع جهود المؤسسات‬
     ‫وجدانية تحليلية‪ .‬ومنها‬         ‫الجامعة المصرية خلال‬         ‫الثقافية الكبيرة‪ ..‬هذا المؤلف‬
 ‫أي ًضا قصة اجتماعية نفسية‬         ‫السنوات ‪.1942 -1939‬‬            ‫هو الأستاذ نجيب العقيقي‪.‬‬
‫أسماها (برج بابل) بالقاهرة‬         ‫وبعد هذا التاريخ بعشر‬
                                   ‫سنوات أتيح له أن يعمل‬               ‫ونجيب العقيقي كاتب‬
   ‫سنة ‪ ،1951‬وتتناول حياة‬       ‫ُملح ًقا في الإدارة الثقافية في‬  ‫وأديب لبناني من المسيحيين‬
     ‫اللبنانيين في مصر‪ ،‬وقد‬     ‫جامعة الدول العربية؛ وجاء‬         ‫المارونيين‪ ،‬ولد في بلدة كفر‬
                                ‫عمله بها نتيجة لترشيح من‬
  ‫ُترجمت بعض فصولها إلى‬           ‫وزارة الخارجية اللبنانية‪،‬‬        ‫دبيان التابعة لكسروان في‬
‫اللغتين الفرنسية والإيطالية‪.‬‬     ‫وظل يعمل في هذه الإدارة‬             ‫لبنان سنة ‪ ،1916‬وتلقى‬
 ‫وله أي ًضا رواية (أرض الله)‬       ‫لما يزيد عن عشرين عا ًما‬
                                  ‫(‪ ،)1974 -1952‬وخلال‬             ‫علومه الابتدائية في مدرسة‬
     ‫الصادرة طبعتها الأولى‬        ‫هذه الفترة تدرج في سلم‬             ‫بلدته‪ ،‬ثم أكمل تعلمه في‬
   ‫بالقاهرة سنة ‪ ،1956‬التي‬         ‫الإدارة الثقافية الوظيفي‬
 ‫يحكي فيها مأساة الفلاحين‬                                         ‫مدارس المرسلين اللبنانيين‪.‬‬
                                      ‫حتى وصل إلى درجة‬              ‫وأتقن خلال رحلة التعلم‬
        ‫المصريين ومعاناتهم‬          ‫مستشار‪ .‬وبعد تقاعده‬
     ‫قبل ثورة يوليو ‪،1952‬‬                                         ‫اللغتين العربية والفرنسية‪.‬‬
  ‫والتغيرات التي حدثت لهم‬              ‫بسنوات وافته منيته‬             ‫وهذا الأمر أتاح له بعد‬
‫بعد ذلك نتيجة لسعي الثورة‬      ‫بالقاهرة في أوائل الثمانينيات‬          ‫ذلك أن يعمل محر ًرا في‬
  ‫في تحسين أوضاعهم‪ ،‬وقد‬                                              ‫بعض الصحف اللبنانية‪،‬‬
   ‫فازت هذه القصة بإحدى‬                  ‫من القرن الماضي‪.‬‬            ‫مثل صحف‪( :‬الأحوال)‪،‬‬
    ‫جوائز الإدارة الثقافية في‬      ‫ولنجيب العقيقي مؤلفات‬              ‫و(الشرق)‪ ،‬و(المساء)‪.‬‬
   ‫جامعة الدول العربية سنة‬
 ‫‪ 1957‬وتحولت إلى مسلسل‬                                             ‫كما عمل مدر ًسا في الكلية‬
     ‫إذاعي بعد ذلك بعامين‪.‬‬                                        ‫البطريركية خلال السنوات‬
  ‫وقد اهتم العقيقي بقصص‬
     ‫الأساطير لدى الشعوب‬                                                     ‫‪.1938 -1936‬‬
     ‫الشرقية والغربية‪ ،‬وقام‬                                          ‫وعلى الدرب نفسه الذي‬
‫بترجمة كتابين في ذلك صدرا‬                                           ‫سار فيه عشرات الشوام‬
‫سنتي ‪ 1956‬و‪ :1957‬أولهما‬                                             ‫من اللبنانيين والسوريين‬
‫(قصص وأساطير فارسية)‪،‬‬                                               ‫في هجرتهم إلى مصر منذ‬
 ‫وثانيهما (قصص وأساطير‬                                                ‫الربع الأخير من القرن‬
                                                                   ‫التاسع عشر هاجر نجيب‬
               ‫من إسبانيا)‪.‬‬                                        ‫العقيقي إليها سنة ‪،1938‬‬
 ‫ومن كتابات العقيقي ما هو‬                                         ‫وفي القاهرة عمل بالتدريس‬
                                                                 ‫في مدرسة الآباء اليسوعيين‪،‬‬
    ‫داخل في إطار الدراسات‬
     ‫الأدبية‪ ،‬وأبرزها في ذلك‬                                             ‫وكان يقوم بتدريس‬
                                                                    ‫الأدب العربي والترجمة‪،‬‬
      ‫كتابه المهم (من الأدب‬                                      ‫والفلسفة الإسلامية‪ ،‬وكذلك‬
    ‫المقارن) الصادرة طبعته‬                                          ‫عمل في مدرسة الراهبات‬
                                                                 ‫الفرنسيسكانيات منذ ‪.1945‬‬
   196   197   198   199   200   201   202   203   204   205   206