Page 236 - مجلة الملكية الفكرية العدد كامل
P. 236

‫مجلة ثقافة الملكية الفكرية ‪-‬العدد الثالث‬

‫الأحـوال‪ ،‬فـإن لـم يتـم الاتفـاق مسـبقاً‬    ‫فـي الصـورة الأولـي‪ ،‬يثبـت لصاحـب‬
‫علـى أجـر محـدد‪ ،‬اسـتحق تعويضـاً‬            ‫العمـل جميـع الحقـوق المترتبـة علـى‬
‫عـادلاً مـن الجهـة التـي كلفتـه بالكشـف‬     ‫الاختـ ارع‪ ،‬بمـا فـي ذلـك الحـق فـي طلـب‬
‫عـن الاختـ ارع أو مـن صاحـب العمـل‪.‬‬         ‫بـ ارءة الاختـ ارع ومـا يترتـب عليهـا مـن‬
‫ويضـاف إلـى ذلـك مـا قررتـه الفقـرة‬         ‫آثـار قانونيـة‪ ،‬كحـق احتـكار اسـتغلاله‬
‫الثالثـة مـن المـادة (‪ )688‬مـن القانـون‬     ‫طـوال مـدة الحمايـة المقـررة‪ ،‬فضـاً‬
‫المدنـي‪ ،‬التـي أجـازت للعامـل – إذا‬         ‫عـن حمايتـه مـن أي اعتـداء مـن الغيـر‪.‬‬
‫كان للاختـ ارع أهميـة اقتصاديـة جوهريـة‬     ‫وتمثـل هـذه الصـورة حالـة العامـل الـذي‬
‫– المطالبـة بمقابـل خـاص ُيقـّدر وفقـاً‬     ‫يتوصـل إلـى ابتـكار أو اكتشـاف نتيجـة‬
‫لمقتضيـات العدالـة‪ ،‬مـع م ارعـاة مقـدار‬     ‫أبحـاث وجهـود خصصهـا بالكامـل لهـذا‬
‫مـا قدمـه صاحـب العمـل مـن معونـة‬           ‫الغرض‪ ،‬على نحو يجعل طبيعة عمله‬
‫ومـا أتاحـه مـن منشـآت وإمكانـات‬            ‫تنحصـر فـي البحـث والتجريـب وصـولاً‬
                                            ‫إلـى الاخت ارعـات والابتـكا ارت‪ ،‬مقابـل‬
                  ‫لإنجـاز الاختـ ارع‪.‬‬       ‫الأجـر المتفـق عليـه فـي عقـد العمـل‪.‬‬
                                            ‫ومـن ثـم فـإن مـا يبتكـره هـؤلاء العاملـون‬
‫أمـا الصـورة الثانيـة‪ ،‬تفتـرض هـذه‬           ‫ُيعـد ملكيـة خالصـة لصاحـب العمـل‪.‬‬
‫الصـورة أن العامـل قـد توصـل إلـى‬
‫اختـ ارع جديـد دون أن تكـون طبيعـة‬          ‫وقـد حـرص المشـّرع‪ ،‬مـع ذلـك‪،‬‬
‫عملـه تلزمـه بالبحـث أو الاختـ ارع‪ ،‬أي‬      ‫علـى م ارعـاة مصلحـة العامـل المختـرع‬
‫أن مـا أبدعـه جـاء خـارج نطـاق عملـه‬        ‫سـواء مـن الناحيـة الأدبيـة أو الماديـة؛‬
‫كليـاً‪ ،‬وفـي هـذه الحالـة يظـل الاختـ ارع‬   ‫إذ أوجـب بمقتضـى الفقـرة الثانيـة مـن‬
‫حقـاً خالصـاً للعامـل وحـده‪ .‬غيـر أنـه قـد‬  ‫المادة السـابعة من قانون حماية حقوق‬
‫يحـدث أن يتوصـل العامـل إلـى ابتـكار‬        ‫الملكيـة الفكريـة ذكـر اسـم المختـرع فـي‬
‫نتيجـة مـا قـام بـه مـن أعمـال لصالـح‬       ‫صـك البـ ارءة حتـى ولـو آلـت ملكيتهـا‬
‫رب العمـل أثنـاء العلاقـة التعاقديـة‪،‬‬       ‫إلـى صاحـب العمـل‪ .‬كمـا منـح العامـل‬
‫دون أن يكـون مكلفـاً مـن صاحـب‬              ‫حقـاً فـي أجـر عـن ابتـكاره فـي جميـع‬
‫العمـل بالبحـث أو الابتـكار‪ .‬فـإذا كان‬

                                                                                        ‫‪236‬‬
   231   232   233   234   235   236   237   238   239   240   241