Page 52 - DILMUN NO 19
P. 52
ﻣﻌﺎﺑﺪ ﺑﺎﺭﻳﺎﺭ ﻭﺍﻟﻄﻘﻮﺱ ﺍﻟﺪﻟﻤﻮﺋﻴﺔ ﻱ
ﺭ
ﻣﺪﻭ٥
ﺍﺭ
ﻟﻮﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺄﺮﻴﺛ ﻭﺍﻧﺴﺠﺎﻡ ﻓﻜﺮﻱ ﻭﺩﻳﻨﻲ ﺑﻴﻦ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﺩﻟﻤﻮﻥ ﻭﺣﻀﺎﺭﺓ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﺮﻟﺍﺪﻓﻦﻳ ﻟﻤﺎ
ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﻭﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻛﺘﻪ ﺩﻟﻤﻮﻥ& ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﻴﻦ ﻭﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻐﻨﻮﺍ
ﺑﻬﺎ 2ﺃﻧﺎﺷﻴﺪﻫﻢ ﻭﻭﺻﻔﻮﻫﺎ ﺑﺄﺭﺽ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻗﺔ ﻭﺃﺭﺽ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺑﻴﺖ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻭﺍﺮﺒﺘﻋﻭﺎﻫ
ﻣﻘﺪﺳﺔ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺇﻧﻬﺎ ﺣﻔﺰﺕ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺇﻟﻰ ﺩﻟﻤﻮﻥ ﺜﺤﺑًﺎ ﻋﻦ ﺯﺮﻫﺓ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﻞ
ﺫﻟﻚ ﺍﻋﺘﺒﺎﺎﻃ ﺑﻞ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻟﻤﺎ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺣﻀﺎﺭﻳﺔ ﺗﺸﺠﻊ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺮﺟﻊ ﺫﻟﻚ
ﺍﻋﺘﻨﺎﻕ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺩﻟﻤﻮﻥ ﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﺔ ﻭﻣﺰﺍﻭﻟﺘﻬﻢ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ﻭﺍﻟﻄﻘﻮﺱ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﺔ
ﺍﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻑ ﻣﻌﺎﺑﺪ ﺑﻻﺩ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮﻳﻦ ﺣﻴﺚ ﻟﻌﺒﺖ ﺩﻟﻤﻮﻥ ﺩﻭﺭﺍﻤﻬ ًﻣﺎ ﻑ ﺭﺑﻂ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺑﺤﻜﻢ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﺬﺧ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ
ﺇﻟﻰ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻹﺑﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﻻﻟﻴﺘﻬﺎ ﻛﻤﺮﻛﺰ ﺗﺠﺎﺭﻱ ﻣﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺭﺑﻄﻬﺎ
ﺑﺎﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺘﻴﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .
ﻓﺈﺫﺍ ﺳﻠﻤﻨﺎ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻫﻲ ﺩﻟﻤﻮﻥﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﺘﺒﺮﻫﺎ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﻮﻥ
ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻴﻴﻦ ﻭﺍﻷﺷﻮﺭﻳﻴﻦ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﺯﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ
ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﺈﺳﻬﺎﺏ ،ﻭ ﺇﺫﺍ ﺍﻗﺘﻨﻌﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻻﻣﺠﺎﻝ ﻟﻠﺸﻚ ﻍ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺒﻨﻲ ﺍﻷﺛﺮﻱ ﺍﻟﺸﺎﺧﺺ
ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﺑﺎﺭ ﺑﺎﺭ ﺑﺄﻪﻧ ﻣﻌﺒﺪ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﻣﻌﺎﺑﺪ ﺍﻟﺰﻗﻮﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺑﺪ ﺍﻟﻤﻜﺘﺸﻔﺔ ﻑ ﺑﻻﺩ
ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮﻳﻦ .ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ ﻣﻌﺒﺪ ﺑﺎﺭ ﺑﺎﺭ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﺪﻧﻤﺮﻛﻴﺔ ﻭﺗﻢ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ
ﻣﻌﺎﺑﺪ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺷﻜﻞ ﻭ ﻫﻨﺪﺳﺔ ﺎﻨﺑﺀ ﺍﻟﻤﻌﺒﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻢ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺧﻻﻝ ﺗﻨﻘﻴﺒﺎﺕ
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺷﻴﻜﺎﻏﻮ 2ﻋﺎﻡ 1940ﻑ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺨﻔﺎﺟﻰ ﺑﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻣﺪﻥ ﺳﻮﻣﺮﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻌﺎﺻﺮ
ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﻣﻌﺎﺑﺪ ﺑﺎﺭ ﺑﺎﺭ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻷﻟﻒ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻕ .ﻡ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺘﺎﺯ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻨﺒﻊ ﺍﻻﺭﺗﻮﺍﺯﻱ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻧﻪ ﺃﻋﺪ ﺧﺼﻴﺼ ًﺎ ﻟﻻﻏﺘﺴﺎﻝ ﺍﻟﻄﻘﺴﻰ .
ﻭﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻤﻜﺘﺸﻔﺎﺕﻻ ﺰﻌﺗﻯ ﻓﻘﻂ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﻋﻻﻗﺎﺕ ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞﻻﺑﺪ ﻭﺍﻧﻪ
ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﻭﺍﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ﻭﺍﻟﻄﻘﻮﺱ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎﻡ 2ﺍﻟﻤﻌﺎﺑﺪ ﺍﻟﺪﻟﻤﻮﻧﻴﺔ ﻑ