Page 20 - مجلة دلمون العدد 25 يونيو 2019م
P. 20

‫الرق في الخليج‬

‫وأرسلوهم إلى البحرين حيث كانت أكثر أمنا لهم‪.‬‬          ‫وهي لعبد عمره‪ ،‬عند تدوينها‪ 28 ،‬سنه و ُيدعى‬
‫وهناك طلبوا الحصول على شهادة العتق من الرق‬            ‫‪ .))Charshan bin Siyaook‬تم اختطافه وهو في‬
‫وحياة الحرية‪ .‬وهذه الوثيقة يوجد عليها توقيع‬           ‫سن الثالثة عشر من قبل سمسار عبيد اسمه‬
‫المعتمد البريطاني في البحرين بتاريخ ‪1931‬م‬             ‫عبدالكريم‪ ،‬و ُأحضر إلى مسقط وتم بيعه لأحد‬
                                                      ‫الناس في سوق النخاسة‪ .‬ومكث هناك سنة كاملة‪،‬‬
                                        ‫وبصمة العبد‪.‬‬  ‫ثم تم بيعه لشخص آخر في الشارقة حيث مكث‬
                                                      ‫عنده لمدة خمس سنوات‪ .‬وهناك ذاق ألوان العذاب‬
‫بريطانيا ومحاربة تجارة الرقيق في الخليج‬               ‫وأهمها الضرب المبرح عن طريق الجلد‪ .‬فقرر الهرب‬
                                                      ‫مع أربعة عبيد آخرين‪ ،‬ونجحوا في ذلك‪ ،‬ووصلوا‬
‫قامت السلطات الاستعمارية البريطانية من موقعها‬         ‫بحرًا إلى ميناء «باسيدو» على الساحل الفارسي‪.‬‬
‫في الهند والخليج‪ ،‬بوضع القوانين والاتفاقيات‬           ‫وتم حمايتهم بواسطة الجنود الانجليز هناك‪،‬‬
‫للقضاء على تجارة الرقيق‪ .‬وقد سبق صدور قانون‬
‫العام ‪1838‬م‪ .‬لمنع حق تملك الأرقاء في جميع‬                                        ‫وثيقة جرشان بن سايوك‬
‫المستعمرات البريطانية عبر البحار‪ ،‬ومنها منطقة‬
‫الخليج؛ تأكيد بريطانيا عبر البند أو الشرط التاسع‬
‫مما أطلقت عليه حينها «المعاهدة العمومية مع‬
‫الأقوام العرب في خليج فارس سنة ‪1820‬م» أو‬
‫معاهدة السلم الدائم؛ إذ دونت فيه التالي‪« :‬إن‬
‫نهب الرقيق الرجال والنساء والأولاد في سواحل‬
‫السودان أو غيره‪ ،‬وحملهم في المراكب‪ُ ،‬يعتبر من‬
‫النهب والغارات‪ ،‬فالعرب المصالحون لا يفعلون من‬
‫ذلك شيئًا»‪ .‬ولذا‪ ،‬شددت السلطات البريطانية في‬
‫الخليج عبر اتفاقية سميت «ترك تجارة الرقيق سنة‬
‫‪1847‬م»؛ على إجراءات محاربة تجارة الرقيق‪ ،‬حيث‬
‫وقعتها مع مشايخ المناطق الخليجية التي تقع‬

                         ‫تحت سيطرتها أو حمايتها‪.‬‬
‫ونصت على «توقيف حمل ونقل العبيد من سواحل‬
‫بر أفريقيا‪ ،‬وغيرها» وعليه‪ ،‬فقد وقع كل شيخ عليها‬
‫بهذا النص المترجم بركاكة لغوية للعربية‪« :‬أنا‬
‫يا (فلان) أتعهد والتزم على نفسي أن أمنع جميع‬
‫أخشابي وأخشاب رعاياي والمتعلقين عل ّي من‬
‫حمل ونقل العبيد من سواحل بر الأفريقية وغيرها‬
‫ابتدا ًء من غرة شهر محرم سنة ‪1264‬هـ مطابق‬

                                ‫عاشر دزمبر ‪1847‬م»‪.‬‬
‫إلا أن أول إجراء ا ُتخذ في الخليج ضد تجارة الرقيق‬
‫كان عبارة عن مرسوم أو فرمان عثماني أصدره باشا‬

‫‪20‬‬
   15   16   17   18   19   20   21   22   23   24   25