Page 19 - مجلة دلمون العدد 25 يونيو 2019م
P. 19

‫الرق في الخليج‬

                                            ‫وثيقة مريم السواحليه‬  ‫إثيوبيا وعبر البر ثم إلى البحر الأحمر حتى ُأحضر إلى‬
                                                                  ‫جدة وثم مكة وأخيرًا وصل إلى الكويت‪ .‬وهناك تم‬
                ‫وتسمى (صلوحه) اشتراها أحد مواطني رأس‬              ‫زواجه على يد سيده من مستعبدة أخرى وأنجب‬
                ‫الخيمة وزوجها من خادمه جمعة‪ ،‬فولدت له هذه‬         ‫منها طفل ًا‪ .‬ومع مرور الأيام‪ ،‬جاء هذا الرجل وأكد‬
                ‫الفتاة‪ .‬وعندما بلغت من العمر ‪ 17‬سنه أنجبت من‬      ‫بأن القنصل الفرنسي في “بربره” الصومالية قد‬
                ‫سيدها!! ولد أسمته جمعة وكان عمره وقت كتابة‬        ‫حرره من العبودية بورقة عتق قبل سنة تقريبا إلا‬
                ‫الوثيقة ‪ 7‬سنين‪ .‬وعندما توفت والدتها وكذلك‬         ‫انه تركها خلفه في “بربره”‪ .‬لكن سيده في الكويت‬
                ‫سيدها‪ ،‬انتقلت ملكيتها‪ ،‬كما هو أرث المتوفى‪،‬‬        ‫أقنعه بأن يعود لخدمته بوعد مخادع كما يقول‬
                ‫إلى أولاده وصارت هي من نصيب أحد الأولاد‪ ،‬ويدعى‬    ‫بأنه سيكون رجل ًا حرًا وبأنه سيتركه يعمل مستقل ًا‬
                ‫علي بن سعيد‪ .‬وكان يعاملها بقسوة شديدة كما‬         ‫لمساعدة زوجته وطفله‪ .‬إلا أنه بمجرد عودته إلى‬
                ‫تذكر‪ ،‬وعندما أراد بيع ولدها جمعة دونها‪ ،‬هربت‬      ‫الكويت قام سيده السابق بإعادته إلى العبودية‪،‬‬
                ‫بولدها منه ولجئت إلى بيت «الباليوز» أي المعتمدية‬
                ‫برأس الخيمة‪ ،‬تلتمس من (الدولة الانجليزية)‪ ،‬كما‬                           ‫ثم قرر أن يبيعه لشخص آخر‪.‬‬
                ‫سمتها‪ ،‬بأن ت ُمن عليها وعلى ولدها بأوراق الحرية‬   ‫وقد طلب هذا الملتمس للجوء في المعتمدية؛‬
                                                                  ‫مساعدته في الهرب من سيده ومن الكويت‬
                           ‫والفكاك من إهانات ابن سيدها السابق‪.‬‬    ‫والعودة إلى “بربره” حيث تتواجد هناك أخت له من‬
                                        ‫وثيقة (چارشان بن سايوك)‬
                                                                                                    ‫بين أقربائه الآخرين‪.‬‬
                ‫وهذه وثيقة أخرى من حكايات الرق في الخليج‪،‬‬         ‫وتضيف المعتمدية لهذه الحكاية‪ ،‬أن الرجل فشل‬
                                                                  ‫في تعزيز حكايته ودعمها بأية أدلة‪ .‬فقام المعتمد‬
                                                                  ‫(إس‪ .‬جي‪ .‬نوكس) باستدعاء سيد العبد المذكور‪،‬‬
                                                                  ‫فوجد أنه رجل في حوالي الـ ‪ 60‬من عمره‪ ،‬حيث ذكر‬
                                                                  ‫بأن موضوع القنصل الفرنسي غير صحيح فلم‬
                                                                  ‫يحصل عبده على أية شهادة عتق‪ ،‬ولكن بقية‬
                                                                  ‫الدعوة كما هي‪ .‬وأضاف بأنه كان يثق في عبده هذا‪،‬‬
                                                                  ‫ولكن مؤخرًا اثبت أنه غير أمين ومخادع‪ ،‬لذا أخرجه‬
                                                                  ‫من ملكيته‪ .‬وهنا طلب عبدالعزيز من عبدالله‪-‬‬
                                                                  ‫وهو اسم العبد‪ -‬أن يقبل تطليقه من زوجته‬
                                                                  ‫حتى يتخلي عن استعباده له‪ .‬وقبل عبدالله بهذا‬
                                                                  ‫الشرط وبحضور عدد ‪ 2‬من الشهود في المعتمدية‬

                                                                                                             ‫البريطانية‪.‬‬

                                                                                              ‫وثيقة مريم السواحلية‬
                                                                  ‫نوجد وثيقة عن امرأة تدعي (مريامي) أو مريم‬
                                                                  ‫بنت جمعة السواحلي‪ ،‬من شرق أفريقيا‪ .‬وعمرها‪،‬‬
                                                                  ‫تخمينًا كما تذكر الوثيقة‪ 30 ،‬سنة‪ .‬أما تاريخ‬
                                                                  ‫الوثيقة فهو ‪ 28‬ذي الحجة لعام ‪ 1349‬هـ‪5 -16( ،‬‬
                                                                  ‫‪1931-‬م)‪ .‬وتذكر فيها هذه المرأة أن والدتها‬

                                                                  ‫‪19‬‬
   14   15   16   17   18   19   20   21   22   23   24