Page 24 - مجلة دلمون العدد 25 يونيو 2019م
P. 24

‫الرق في الخليج‬

‫للبحث المواضيع المرتبطة بالاستعباد‪ ،‬والعولمة‪،‬‬                                  ‫صورة من تصريح الرق‪-‬استمارة‬
‫والإمبراطورية والتحدي الذي واجه الاتفاقيات‬
                                                           ‫الخليج في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي‬
        ‫السابقة بشأن العبودية في الشرق الأوسط‬               ‫قامت السلطات البريطانية بعمليات ضد تجارة‬
‫والإمبريالية البريطانية‪ .‬ويقول إن الدراسات الأوروبية‬
‫التاريخية الجغرافية التقليدية تعتبر تجارة الرقيق‬          ‫العبيد في المحيط الهندي والخليج في المرحلة‬
‫في المحيط الهندي مختلفة عن نظيرتها الأوروبية‬                 ‫الأولي بين أعوام ‪1883 -1874‬م‪ .‬وعندما عادت‬
‫في المحيط الأطلسي‪ .‬بينما تجادل دراسة (هوبر)‬                 ‫تجارة الرقيق من جديد في العام ‪1884‬م‪ ،‬قامت‬
‫بأ ّن كلا التجارتين تأ ّثرتا بقوى اقتصادية عالمية‪ .‬كما‬
‫يعارض المؤلف القصة المضادة البريطانية التي‬               ‫السلطات البريطانية بحسب الوثائق‪ ،‬بقمعها في‬
‫تشير إلى أن السلطات الاستعمارية البريطانية في‬           ‫العام ‪1886 -1885‬م‪ .‬ثم قامت بعمليات أخرى ضد‬
‫المحيط الهندي والخليج انتصرت للرقيق وهي‬
‫التي أوقفت وألغت تجارة الرقيق في النهاية بين‬                           ‫هذه التجارة في أعوام ‪1891-1888‬م‪.‬‬
‫شرق أفريقيا والخليج بفضل جهود البحرية الملكية‬           ‫كما اصدر سلطان زنجبار‪ ،‬في نفس الفترة‪ ،‬مرسوم‬
‫البريطانية‪ .‬ويؤكد بأن بريطانيا العظمى هي‬                ‫بمنع تجارة الرقيق بناءا على طلب بريطانيا‪ -‬ونفس‬
‫التي سمحت للممارسات اللاإنسانية أن تستمر لأن‬            ‫المرسوم صدر عن سلطان مسقط لنفس الهدف‪.‬‬
‫تلك التجارة كانت حيوية لاقتصاد الخليج وبالتالي‬          ‫إلا أن تجارة الرقيق ازدادت على سواحل «الباطنة»‬

                  ‫للمصالح البريطانية في المنطقة‪.‬‬                         ‫ال ُعمانية بين أعوام ‪1894 -1892‬م‪.‬‬
                                                        ‫ولذا اتخذت السلطات البريطانية في المحيط‬
‫فهل صدقت بريطانيا أم صدق المؤلف أم صدق‬                  ‫الهندي والخليج عدة إجراءات بين أعوام ‪-1874‬‬
                                        ‫سيد الرقيق؟‬     ‫‪1905‬م‪ .‬لقمع تجارة الرقيق في المنطقة مرة أخرى‪.‬‬

                                                        ‫والسؤال لماذا؟ هل هو توجه حضاري استيقظ‬
                                                        ‫فجأة في ضمير الانجليز خوفًا على حرية الأفارقة‬
                                                        ‫الذين هم من حملوهم بالملايين للقارة الجديدة‬

                                                                                         ‫أمريكا وإلى أوروبا؟‬
                                                        ‫في كتاب ( عبيد لسيد واحد)‪ ،‬يلقي المؤلف (ماثيو‬
                                                        ‫هوبر)‪ ،‬الضوء بشكل واسع على نطاق الشتات‬
                                                        ‫والعبودية الأفريقية في بلاد العرب في القرن التاسع‬
                                                        ‫عشر ومطلع القرن العشرين للميلاد‪ .‬حيث ُيخضع‬

‫‪24‬‬
   19   20   21   22   23   24   25   26   27   28   29