Page 22 - مجلة دلمون العدد 25 يونيو 2019م
P. 22

‫الرق في الخليج‬

            ‫مناطق تجارة الرقيق في المحيط الهندي والخليج‬  ‫تجارة الرقيق أو منعها إن أمكن‪ .‬إلا أنه‪ ،‬في ذات‬
                                                         ‫الوقت وبحجة محاربة هذه التجارة‪ ،‬استطاعت‬
‫في ما بين أعوام ‪1876 -1870‬م؛ تم ترحيل حوالي‬              ‫بريطانيا أن تتوغل أكثر من اللازم في إدارة شؤون‬
‫‪ 300‬ألف من الرقيق الأفارقة (رجال ونساء) من زنجبار‬
                                                                            ‫مشيخات الخليج في تلك الحقبة‪.‬‬
           ‫وحدها إلى شبه الجزيرة والخليج والهند‪.‬‬         ‫بل تطور الأمر‪ ،‬بأن عملت بريطانيا في العام‬
                                                         ‫‪1873‬م‪ ،‬على اتخاذ اجراءات وسن قوانين لوقف‬
                                                         ‫تجارة الرقيق والغائها تدريجيًا في الهند والخليج‪.‬‬
                                                         ‫فوقعت اتفاقية أو فرمان أو مراسيم بينها وبين‬
                                                         ‫سلطان مسقط وزنجبار‪ ،‬وشيوخ الساحل المتصالح‬
                                                         ‫(الامارات) والباب العالي العثماني وشاه فارس‪،‬‬
                                                         ‫وملك كوجي‪ ،‬بهدف القيام باجراءات أكثر فعالية‬

                                                                             ‫ضد تجارة الرقيق في ذلك العام‪.‬‬
                                                         ‫وبناءًا عليه‪ ،‬كان من المفترض أن تجارة العبيد قد‬
                                                         ‫توقفت أو في طريقها للزوال منذ منتصف القرن‬
                                                         ‫التاسع عشر بعد كل تلك المعاهدات والاتفاقيات‬
                                                         ‫التي وقعتها السلطات البريطانية مع الجهات‬
                                                         ‫الخليجية المختلفة في المنطقة؛ إلا أن الإحصائيات‬
                                                         ‫الانجليزية التي أمكن تتبعها بواسطة بعض ضباط‬
                                                         ‫البحرية البريطانية مثل ًا بين عامي ‪1861-1860‬م‬
                                                         ‫في الخليج؛ قدرت عدد الرقيق المستورد من‬
                                                         ‫شرق أفريقيا وحدها إلى سواحل الخليج الشرقية‬
                                                         ‫والغربية بين ‪ 4000‬إلي ‪ 10,000‬من الرقيق في تلك‬

                                                                                                   ‫الفترة فقط‪.‬‬

                     ‫تجارة الرقيق في جزر البحرين‬           ‫فمن أين كان يأتي الرقيق الى الخليج تحديدًا؟‬
‫وكمثل على أســواق الرقيق لبيع وشــراء العبيد‬             ‫مناطق تجارة الرقيق في المحيط الهندي‬
‫كما بقية الأســواق في منطقة الخليج وعالم‬
‫المســتعمرات الانجليزية‪ ،‬وبقية الدول الأوروبيـة‬                                                        ‫والخليج‬
‫في تلك العصور؛ فقد كانت جزر البحــرين منذ‬
‫القرن التاســع عشــر إحدى تلك الأســـواق‪ .‬حيث كـان‬       ‫يقول (لوريمر) في كتابه‪ ،‬أن بريطانيا بالرغم من‬
‫يوجد بهــا ســـوق خاص يذكر بعض المع ّمرين من‬             ‫أنها عملت ظاهريًا على إنهاء تجارة الرقيق بين‬
‫ســــكان المنامة‪ ،‬بأنـه كـان يقـع في نفس موقع‬            ‫أفريقيا والهند‪ ،‬إلا أنها ُتركت عمدًا‪ ،‬حزام واسع بين‬
‫شــارع الشــيخ عبدالله حاليًا وســـط المنــامة في‬        ‫المنطقتين استمرت فيه التجارة بشكل قانوني‬
‫منطقـة ســــوق “الصفــارين” القديم‪ .‬إذ كــان من‬
                                                           ‫وهو يربط ساحل أفريقيا الشرقي ب ُعمان تحديدًا‪.‬‬
                                                         ‫فكان يدخل إلى مياه الخليج‪ ،‬في كلا الساحلين‪ ،‬في‬
                                                         ‫الفترة ما بين العام ‪1870-1800‬م‪ ،‬ما بين ‪20 - 6‬‬
                                                         ‫ألف من الرقيق سنويًا أغلبهم من زنجبار‪ .‬لدرجة أنه‬

‫‪22‬‬
   17   18   19   20   21   22   23   24   25   26   27