Page 42 - DILMUN NO 18 a
P. 42
ﻣﻠﺘﻘﻰ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭﺍﻹﺳﻻﻣﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ
=
ﺯﺍﺩ ﻓﻲ ﻋﻔﻮﻩ ،ﺃﻭ ﻧﻘﺺ ﻣﻦ ﻋﻘﺎﺑﻪ ،ﺇﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺣﺐﺍﻻﺳﻻﻡ
ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻨﻴﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﻓﻜﺮ ﺃﻫﻞ ﻭﺃﻋﺠﺒﻪ ﻭﺩﻞﺧ ﻓﻴﻪ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ
ﺩﻳﻨﻪ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺛﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﺩﻭﺩ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺒﺼﺮ«.
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺬﺭ» :ﺪﻗ ﻧﻈﺮﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻤﻨﺬﺭ ﺑﻦ ﺳﺎﻭﻱ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺟﻮﺍﺑﻴﺔ ﺷﺎﻓﻴﺔ
ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻲ ﻳﺪﻱ ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻰﺍﻟﻨﺒﻲﺏﻻﺜﺗﺮﺒﺨﻳﻩ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺈﺳﻻﻡ ﺃﻫﻞ
ﺍﻵﺧﺮﺓ ،ﻭﻧﻈﺮﺕ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻜﻢ ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ،ﻭﻗﺪ ﺣﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻰﺍﻟﻨﺒﻲ
ﻟﺨﺮﺓ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻓﻤﺎ ﻳﻤﻨﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻮﻝ ﺩﻳﻦ #ﻟﺜﻮ ﺍﻟﻌﻻﺀ ﺍﻟﺤﻀﺮﻣﻲ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻧﺼﻬﺎ:
ﻓﻴﻪ ﺃﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺭﺍﺣﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ ،ﻭﻗﺪ »ﺃﺎﻣ ﺑﻌﺪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ :ﻓﺈﻧﻲ ﻗﺮﺃﺕ
ﻋﺠﺒﺖ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻣﻤﻦ ﻳﻘﺒﻠﻪ ،ﻭﻋﺠﺒﺖ ﻛﺘﺎﺑﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ،ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻤﻦ ﻳﺮﺩﻩ ،ﻭﺇﻥ ﻣﻦ (ﺇﻋﻈﺎﻡ) ﻣﺎ ﺎﺟﺀ ﺃﺣﺐﺍﻻﺳﻻﻡ ﻭﺃﻋﺠﺒﻪ ﻭﺩﺧﻞ ﻓﻴﻪ ،ﻭﻣﻨﻬﻢ
ﻣﻦ ﻛﺮﻫﻪ ،ﻭﺑﺄﺭﻲﺿ ﻣﺠﻮﺱ ﻭﻬﻳﻮﺩ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻈﻢ ﺭﺳﻮﻟﻪ ،ﻭﺳﺄﻧﻈﺮ «.
ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻌﻘﻻﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﻨﻮﺭ ﻓﺄﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻣﺮﻙ«.
ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻨﺬﺭ ﺑﻦ ﺳﺎﻭﻱ ﺍﺬﻟﻱ ﻟﻌﺐ ﻓﻴﻪ ﻭﻳﻻﺣﻆ ﻓﻲ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻨﺬﺭ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﺍﻟﻌﻻﺀ ﺍﻟﺤﻀﺮﻣﻲ ﺩﻭﺭ ﺑﻦ ﺳﺎﻭﻱ ﻗﺪ ﺍﻋﺘﻨﻖ ﺍﻻﺳﻻﻡ ﻓﻘﺪ ﺑﺪﺃﺕ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺶ ﺍﻟﺒﺎﺭﻉ ﺣﻴﺚ ﻗﺒﺢ ﺍﻟﻤﺠﻮﺳﻴﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺠﻮﺍﺔﻴﺑ ﺑﺎﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﻤﻌﻠﻦ ﻓﻲ '
ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻣﻊ ﺃﻭﻝ ﺳﻄﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﺧﺎﻃﺐ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺗﻠﻐﺆﻱ
ﺃﻣﻴﺮ ﻟﺪﻳﻪ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ »ﺎﻳ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ« ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻻ
ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﻳﺔ ﻭﻛﻴﻒ ﻻ ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﺬﻛﻲ ﻳﺼﺪﺭ ﺇﻻ ﻋﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﻟﺔ
ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍﺯﻥ ﺍﻷﻣﺮ ،ﻭﺍﺳﺘﻨﺒﻂ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻹﺳﻻﻣﻴﺔ ﻭﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ
ﻭﺭﺟﺢ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻓﻘﺎﻝ» :ﻭﺮﻈﻧﺕ ﻓﻲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ،ﻭﻗﺪ ﺣﺴﻦ ﺇﺳﻻﻣﻪ ﻭﻛﺎﻥ
ﺩﻳﻨﻜﻢ ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﻟﻻﺧﺮﺓ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻓﻤﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﻋﻦﻗﻨﺎﻋﺔ ﻭﺇﻳﻤﺎﻥ ﻭﺗﺼﺪﻳﻖ.
ﻳﻤﻨﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻮﻝ ﺩﻳﻦ ﻓﻴﻪ ﺃﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻻﻡ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻨﺬﺭ ﺑﻦ ﺳﺎﻭﻱ
ﻭﺭﺍﺣﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ« ﻭﻻ ﻋﻴﺐ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﻌﻻﺀ ﺍﻟﺤﻀﺮﻣﻲ ﻣﻦ
ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺳﻴﺪ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻓﻘﺪ ﺧﺎﻃﺒﻪ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ،ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻳﻞ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ
ﺍﻟﻌﻻﺀ ﺍﻟﺤﻀﺮﻣﻲ ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﻋﻈﺔ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺟﻮﺍﺑﻴﺔ ﺗﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﻳﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ» :ﺎﻳ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﻗﺪ ﺃﺭﺳﻠﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻻﺀ ﺍﻟﺤﻀﺮﻣﻲ
ﻣﻨﺬﺭ ﺇﻧﻚ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻓﻻ ﻟﻨﻘﻠﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺬﺭ ﺑﻦ ﺳﺎﻭﻱ ،ﻭﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺗﺼﻐﺮﻥ ﻋﻦ ﺍﻵﺧﺮﺓ«.
ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﻘﻻﻧﻲ ﺍﻟﻤﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ ،ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﻟﺪﻯ
ﺇﻥ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﻤﻨﺬﺭﺍﻹﺳﻻﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻧﺼﻬﺎ:
d ﻕ