Page 55 - DILMUN NO 18 a
P. 55

‫ﻣﻠﺘﻘﻰ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭﺍﻹﺳﻻﻣﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ‬

‫ﻝ‬

‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻮ ﻗﺪﺭ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﻌﻘﺑﺔ‬          ‫ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻻﺨﻟﺔﻓ‪.‬‬

‫ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻗﺎﻢﻴﻟ ﺍﻟﺜﻻﺔﺛ ﺍﻷﺣﺴﺀﺎ ﻭﺍﻟﻘﻄﻴﻒ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦﺍﻟﺒﻻﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﺷﺄﻥ‬

‫ﻭﺃﻭﺍﻝ ﺗﻮﺣﺪﺕ ﺎﺑﻮﻘﻟﺓ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺁﺮﺧ‪ .‬ﻭﺎﻨﻫﻙ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻝ‬

‫ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﻴﻮﻲﻧ ﻭﺎﻔﺗﻞﻴﺻ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺜﻻ ﺗﻤﺮﺩ ﻗﺒﻴﻠﺔ‬

‫ﺑﻨﻲ ﻋﺎﻣﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻣﻀﺎﺭﻢﻬﺑ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ‬             ‫ﺤﻨﻟﺍﻮﺍﻵﻲﺗ‪:‬‬

‫ﺃﻥ ﻳﺤﻲ ﺑﻦ ﺍﻴﻌﻟﺵﺎ ﻇﻔﺮ ﺎﺑﻮﻠﻬﺒﻟﻝ ﺍﻻﺎﺴﺣﺀ ﻭﺫﻚﻟ ﻟﺮﻓﻀﻪ ﺩﻓﻊ ﺍﻷﺗﺎﻭﺓ ﻟﻬﻢ‬

‫ﺣﺎﻛﻢ ﺃﻭﺍﻝ ﻭﻪﻠﺘﻗ ﻭﻢﺿ ﺃﻭﺍﻝ ﺍﻰﻟ ﻭﺍﻲﺘﻟ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻓﻌﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﻣﻄﺔ‬

‫ﻭﻟﻤﺎ ﺭﻓﺾ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ‬           ‫ﺍﻟﻘﻄﻴﻒ‪.‬‬

‫ﻃﻤﻊ ﺤﻳﻲﺤ ﺑﻦ ﺍﺎﻴﻌﻟﺵ ﻓﻲ ﺿﻢ ﺍﻷﺣﺴﺎﺀ ﺯﺣﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻨﻮ ﻋﺎﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻰ‬

‫ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻮﺖﻌﻗ ﺮﻌﻣﺔﻛ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻴﻮﻧﻴﻴﻦ ﺍﻻﺣﺴﺎﺀ ﻭﻫﻢ ﺴﻳﻮﻮﻗﻥ ﺍﻷﺑﻞ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ‬

‫ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺎﻘﻳﻝ ﻟﻪ (ﻧﺎﻇﺮﺓ)‪ ،‬ﺇﻧﺘﺼﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺫﻚﻟﻻﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻑ‬

‫ﺍﻟﻌﻴﻮﻧﻴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻴﺎﺵ ﺣﻴﺚ ﺿﻢ ﺟﻴﺸﻪ‪ .‬ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺣﺘﺎﻁ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺨﺪﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ‬

‫ﺍﻟﻘﻄﻴﻒ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﺣﺴﺎﺀ‪ .‬ﻭﺎﻤﻟ ﺎﻋﻭﺩ ﺍﻟﻌﻴﺎﺵ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺪﺨﺘﺴﺗﻡ ﻓﻲ ﺣﺮﻭﺏ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻓﺄﻣﺮ‬

‫ﺍﻟﻜﺮﺓ ﻳﺮﻳﺪ ﺇﺳﺘﺮﺎﺟﻉ ﺍﻟﻘﻄﻴﻒ ﻗﺘﻞ ﻫﺬﻩ ﺑﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻷﺑﻞ ﺍﻟﺰﺍﺣﻔﺔ ﺑﺎﻟﻄﺒﻮﻝ ﻭﺍﻷﺑﻮﺍﻕ‬

‫ﺍﻟﻤﺮﺓ‪ .‬ﻭﻞﺒﻗ ﻣﻘﺘﻞ ﻳﺤﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﻴﺎﺵ ﻗﺘﻞ ﻓﺎﺭﺗﺠﻔﺖ ﺍﻷﺑﻞ ﻭﺍﺭﺗﺪﺕ ﻭﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﺔ ﺍﻟﻌﻴﻮﻧﻲ ﺍﺑﻦ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺻﻔﻮﻓﻬﻢ ﺍﻟﻔﻮﺿﻲ ﻭﺍﻧﺘﺼﺮ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ‬

‫ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻌﻴﺎﺵ ﻳﺴﻤﻰ ﺏ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﺩﻧﻰ ﻨﻋﺀﺎ‪.‬‬

‫(ﺍﻟﻌﻜﺮﻭﺕ) ﻓﻲ ﺃﻭﺍﻝ (ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ) ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺮ ﻭﻗﻌﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺧﻻﻝ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ‬

‫ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻴﺎﺵ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﻴﻒ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ‬

‫ﺍﻟﻜﺮﺓ ﻭﻳﻬﺎﺟﻢﺍﻻﺣﺴﺎﺀ‪ .‬ﻭﺍﻟﻌﻜﺮﻭﺕ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﺳﺘﺘﺐ ﻟﻪ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺩﺍﻧﺖ ﻟﻪ‬

‫ﺭﺟﻞ ﺫﻭ ﺫﻛﺀﺎ ﻭﺩﻫﺎﺀ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﺒﻻﺩ ﻭﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺩﻭﻟﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻴﺎﺵ ﺑﻤﻬﺎﺟﻤﺔ ﺍﻻﺣﺴﺎﺀ‪ .‬ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻣﺘﻴﻨﺔ ﻭﺳﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻃﻮﻝ ﻣﺪﺓ ﺣﻜﻤﻪ‬

‫ﺗﻮﺣﺪﺕ ﺃﻗﻢﻴﻟﺎ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦﺍﻟﺜﻻﺛﺔ ﻭﻗﺎﻣﺖ ﻓﺸﻴﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺍﻟﺘﻰ ﻋﺒﺚ ﺑﺤﺮﻣﺘﻬﺎ‬

‫ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﻴﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺍﻣﺖ ﻗﺮﻥ ﻭﻧﺼﻒ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺮﺍﻣﻄﺔ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ‬

‫ﻭﻇﻠﺖ ﻭﺭﺍﺛﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺳﺮﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻋﺒﺪﺍﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﻴﻮﻧﻲ ﺣﺘﻰ ﺳﻨﺔ ‪ ٦٣٠‬ﻩ ﻭﻗﺪ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺻﻤﺘﻪ ﺍﻻﺣﺴﺎﺀ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ‬

‫ﺗﺄﺖﺴﺳ ﺳﻨﺔ ‪٤٠٧‬ﻩ‪ .‬ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻣﻘﺮ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺃﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦﺍﻟﺜﻻﺛﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﻴﻮﻧﻲ ﻫﻮ ﺃﻫﻢ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﻋﻴﻦ ﺇﺑﻨﻪ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﺍﻟﻴﺎ ﻟﻠﻘﻄﻴﻒ ﻭﺃﻭﺍﻝ‪.‬‬

‫ﻭﻗﺪ ﺩﺍﻡ ﺣﻜﻤﻪ ﻣﺪﺓ ﺳﺘﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻭﺗﻮﻓﻲ ﻭﻗﺪ ﻭﺑﻌﺪ ﻣﻘﺘﻞ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺗﺎﺭﻭﺕ ﺳﻨﺔ‬

‫ﻗﺎﺭﺏ ﺳﻨﻪ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ‪ .‬ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻮﻥ ﺍﻥﻩ‪ ٤٨٢‬ﻋﻴﻦ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺃﺑﺎ ﺳﻨﺎﻥ ﺑﻦ‬
   50   51   52   53   54   55   56   57   58   59   60