Page 84 - التصحيح الأخير لملخص تاريخ بني صالح (2)
P. 84
٨4
كما ورد عمود نسبه في " :الكتاب الشامل لقبیلة لقلال سلسلة من الأجداد إلى الأحفاد "
تألیف الأستاذ الموقر عبدي ولد العباس القلاوي .فهناك ثغرات في تسلسل عمود النسب نفسه
بغض النظر عن أدلته ،وثائقه ،مراجعه ،مصادره ،فضلا عن تعدده وتناقضه ،ولنأخذ على هذا
مثالا بعمود نسب فضیلة الشیخ محمد قلي فعلى فرض أن تاریخ عصره وهو القرن السابع
الهجري والمتفق على مشاركته في بناء مدینة شنقیط الثانیة عام ٦٦0هجري ،فهو الشیخ محمد
قلي بن إبراهیم بن أبي بكر بن جابر بن موسى بن الطاهر بن أبي النجیب عبد القاهر
السهروردي القرشي التیمي البكري والذي عاش بین عامي ٥٦3 _ 4٩0هجري /الموافق
11٦٨ _ 10٩٧هجري م )عن عمر ناهز ٧0عاما ،فبین وفاة السهروردي وهي عام :
( ٥٦3هجري ) ،ومشاركة حفیده السادس الشیخ محمد قلي في بناء مدینة شنقیط الثانیة
عام ٦٦0هجري ،بینهما ( ٩٧عاما ) فقط ،لو قسمناها على ستة أجیال من محمد قلي إلى
جده الطاهر المنسوب إلى أبي النجیب عبدالقاهر السهروردي ستعطینا عمر كل جیل والفارق
الزمني بینه وبین الجیل اللاحق له وهو 1٦عاما ،فمن لدن الطاهر إلى محمد قلي كل واحد من
هؤلاء الآباء یتزوج قبل عمر 1٥عاما لیبقى العام السادس عشر هو عام حمل زوجته بابنه
ووضعه وهكذا على مدى ستة أجیال .
وعلى فرض أن محمدا قلي عاش في القرن الثامن الهجري وهو الراجح یكون عدد الآباء
بینه وبین السهروردي معقولا من حیث الحساب الزمني ,من هنا نقول :لیس الحساب الزمني
لعلم النسب هو دلیلنا الوحید على نفي الأنساب وإثباتها بل كتب التاریخ والأنساب والتراجم التي
لم تذكر ابنا لأبي النجیب عبد القاهر السهروردي اسمه الطاهر الذي هو على عمود نسب الشیخ
محمد قلي ،لیس هذا فقط بل إن أبناء أبي النجیب عبد القاهر السهروردي الظاهر حسب
الاستقراء وتتبع المراجع أنه انقطع نسلهم وبانقطاعه انقطع عقب السهروردي ،ولو بقیت لهم
أعقاب بعد موتهم لورد لهم ذكر في كتب الأنساب والتاریخ والتراجم والجغرافیا والبلدان
والمسالك والممالك والرحلات والوثائق الخاصة المتعلقة بذلك.
لیس هذا دلیلنا الوحید ،بل إن الجیش الذي قاده إبراهیم والد محمد قلي من بغداد إلى (زار)
في مالي ،لم یؤرخ له أساطین التاریخ البغدادیون الحاضرون للحظة انطلاق ذلك الجیش من
قلب الخلافة متجها صوب غرب أفریقیا (زار) في مالي ،أو فطاحلة التاریخ الذین عاشوا قریبا
من فترة انطلاق ذلك الجیش ،من أمثال الحافظ الذهبي ( ) ٧4٨ _ ٦٧3فهو معاصر للشیخ
محمد قلي لم یذكر شیئا عن جیش بغداد المتوجه صوب (زار) لا في كتابه " تاریخ الإسلام "
ولا كتابه ( دول الإسلام ) ولا كتاب ( سیر أعلام البلاء ) ،ومثله الحافظ ابن كثیر ( _ ٧01
،) ٧٧4لم یذكر شیئا عن الحملة البغدادیة التي وصلت إلى بلاد السودان ،ولا من سواهم من
أمثال العمري والصفدي وابن خلدون والقلقشندي والمقریزي ،بل ولا من ن ّسابة السودان
القریبین من مدینة (زار) كمحمود كعت وعبدالرحمن السعدي.
وما نقله المؤرخ موني عن الشیخ منة القلاوي ومحمد محمود ولد جدو القلاوي وما نقله
أیضا المؤرخ أبییر بونت عن أعیان أقلال شنقیط أن جدهم محمد قلي كان سبب قدومه إلى
شنقیط من بغداد أن ورقة طارت من صندوق أمه فتبعها یرید إمساكها حتى سقطت في شنقیط
فكان ذلك سبب قدومه من بغداد إلى شنقیط والهدف من هذه الأسطورة تبریر أن محمد قلي لیس