Page 134 - الرسوم التعليمية المتحركة الفرقة الثانية تيرم أول 2022 - 2023
P. 134

‫فالخيال الذي يتيح للأطفال أن يعيشوا حياة الأبطال يوفر لهم سعادة تفوق‬
  ‫العادة الحقيقة التي تغمرهم في الحياة اليومية و ليس غريبا على الإطلاق أن‬
  ‫ينعم الأطفال بالمغامرات الخيالية و لا سيما الأطفال الذين لا يستطيعون أن‬
  ‫يجدوا هذه المتعة في إطار وسطهم الاجتماعي الخالي من المفاجأة و الإثارة‬

       ‫عندما يتخيل الطفل نفسه أميرا مغمورا أو رجل شرطة أو قائد عصابة‬
                                                               ‫أسطورية‪.‬‬

                                               ‫ثانيا‪ :‬التلفزيون‬

   ‫يعاب على التلفزيون انه يمنع الأطفال من اللعب و ذلك صحيح إلى حد ما‬
   ‫و خاصة عندما يشاهده الأطفال في الوقت المخصص للعب و لكن الأطفال‬

        ‫يلعبون في الوقت نفسه الذي يشاهدون فيه العروض التلفزيونية و إن‬
   ‫التلفزيون نفسه يزود الأطفال بمادة غزيرة يوظفونها في ألعابهم و يستطيع‬
   ‫التلفزيون عبر عملية تقمص الأبطال و عبر تأثيره الايجابي أن يشكل مادة‬
   ‫لا تنضب فيما يتعلق بالألعاب فمن المؤكد أن التلفزيون لا يستطيع أن يحل‬
  ‫محل اللعبة و لكنه يستطيع استمطار خيال الأطفال و تزويدهم بمادة متنوعة‬
   ‫لا حدود لها تتجسد في ألعابهم و هم إذ يلعبون فإنهم لا يحاكون مشاهداتهم‬

         ‫التلفزيونية على نحو جامد بل يضيفون شيئا آخر إلى روح المشاهدة‬
  ‫التلفزيونية أثناء تلاعبهم و ذلك بعد المشاهدة فاللعب يتطلب نشاطا عمليا و‬

       ‫الذي في سياقه يأخذ الجسد و وضعيات مثل استعمال اللعبة أو السيارة‬
    ‫الصغيرة في جمال الرقص و القفز فالتلفزيون يقترح نشاطا يتجاوز ربما‬

      ‫القدرات الطفل و لا يمكنه ان يلعب دور العلاقة بين عالم التصورات و‬
  ‫العالم الذي يعيش فيه الطفل إلا إذا استطاع الطفل أن يجسد ذلك في ألعابه و‬

                                   ‫هنا يجب أن نترك له وقت الفراغ أبضا‪.‬‬

‫‪134‬‬
   129   130   131   132   133   134   135   136   137   138   139